المقالات

المتاحف الوطنية وتعزيز قيم المواطنة

في الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام يقف السعوديون للتأمل والتمعَّن فيما كنَّا وكيف أصبحنا وذلك في كافة الميادين المختلفة سواء الاقتصادية أو الاجتماعية، أو التعليمية، أو غيرها من المجالات.
وهناك العديد من الوسائل التي تُساعدنا على المقارنة بين ماضينا العريق وحاضرنا المزدهر كالأفلام الوثائقية، والكتب والمجلات التاريخية، والمتاحف الأثرية.

ولدور المتاحف الوطنية الكبير في التعرَّف على تاريخ وحياة الآباء والأجداد، وحينما نتأمَّل في بعض النماذج للمتاحف الوطنية كمتحف (لقيت للماضي أثر) بمدينة حائل. فإنه يجذبنا تصميم ذلك المتحف؛ حيث إنه يُمثل البيوت الشعبية القديمة؛ حيث يعكس الحياة القديمة في المنطقة، فمنذ الوهلة الأولى لدخولك ذلك البيت القديم، فإنك ستعيش حياة الآباء والأجداد ما قبل ستين إلى مائة عام.

وحين أتأمل في ما تحتويه هذه المتاحف الجميلة من إرث حضاري قديم، فإنه يبدر إلى ذهني تساؤل حول عدم الاستفادة من مثل هذه المتاحف لتنمية القيم لدى أبنائنا وبناتنا. فصعوبة الحياة السابقة من عدم توافر الكهرباء والتكييف والإضاءة يغرس في نفوس أبنائنا قيمة الصبر وتحمل الشدائد، وضيق غرف المجالس يغرس قيمة الإيثار والتفسح في المجالس.

وعندما نذكرهم أن هذه البيوت القديمة من صنع أيدي الآباء والأجداد، فإن ذلك يغرس فيهم قيم تحمل المسؤولية، والاعتماد على الذات، وحب العمل.

ولا شك عندما نُقارن بين البيوت السابقة بأدوات بنائها وأثاثها، مع البيوت الحديثة ذات الطابع والتصميم المتطور، وكذلك مقارنة ظروف الحياة السابقة مع ظروف الحياة الحالية، وما فيها من ازدهار ورغد في العيش، ونبيَّن لهم أن هذا التحول السريع في حياتنا كسعوديين لم يأتِ إلا من خلال وجود قيادة حكيمة سخرت موارد الوطن، والاستفادة منها في مشروعات تنموية انعكست إيجابيًّا على الحياة اليومية للمواطن.

وهذا بدوره سيعمل على تنمية وتعزيز الاتجاهات الإيجابية نحو الوطن الغالي وقيادته الحكيمة.
وأخيرًا أدعو كل مواطن اصطحاب أبنائه لزيارة هذه المتاحف، والاستفادة منها في تعزيز القيم لدى أبنائه.
وقفة:
دمت شامخًا عزيزًا ياوطني.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button