لا يخفى على الجميع من انتشار فئة مايسمى “بالمشاهير” ساهم في ظهورها وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير ونستطيع أن نسمي (بعض) هذه العينة غير المألوفة مسبقاً وبلا تردد “القدوة السيئة” للجيل الحالي بأكمله، إضافة إلى تشجيع بعض وسائل الإعلام المعروفة ولا نعلم هل وسائل الإعلام هذه تحفز وتشجع من هم أولى وأجدر من أصحاب الشهادات العليا والتخصصات النادرة وأصحاب العزائم العظيمة.. أم لايعنيها الأمر كثيرا..؟ على أي حال سيبقى كل اسم صاحب إنجاز حقيقي مخلد في التاريخ وأما غيره سيذهب اسمه وتذهب تفاهاته مع أول ريح عاصفة قال تعالى في محكم التنزيل (فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض.. الآية).
وهناك فرق شاسع وواضح بين من يرغب من الأشخاص في الشهرة لأجل الشهرة والشهرة فقط وبأتفه الأسباب، وبجميع الأساليب الرخيصة وبين من يرغب في الشهرة من أجل التميز والإبداع وتحقيق الطموح العالي وإن كانت الشهرة هنا لاتعنيه كثيراً بل هي بطبيعة الحال من تسعى إليه لاستحقاقه ومصداقيته. ومصداقاً لما ذُكر هناك عبارات هادفة حول ماورد في بعض مواقع التدريب الإلكترونية تقول :(لا تخلط بين” الشهرة” والتميز” فالشهرة: أن تكون معروفاً لدى الجميع، والتميز : أن تكون معروفاً من بين الجميع بمعنى آخر الشهرة أن يعرفك ألف شخص، والتميز أن تتفوق على الألف شخص، الشهرة يمكن تحصيلها بأي شذوذ عن المألوف، والتميز لايمكن تحصيله إلا بتطوير المألوف” كلمات معبرة جدا وفي غاية الروعة والجمال.
إن من المأمول من الجهات المعنية من المؤسسات الحكومية والمؤسسات المدنية الوقوف مع أصحاب التميز والجودة والطموح وتقدير أعمالهم الجليلة سواء في المجال العلمي، أو المجال الأدبي، أو المجال البحثي، أو المجال الابتكاري، وفي المجالات كافة والتي من المؤكد أنها ستصب في مصلحة المجتمع أولاً وأخيراً وهي في الأخير منفعة عامة للكل بخلاف المشهور الزائف والذي كل غايته مصلحته الشخصية فقط، وتكسبه المادي غير المبرر جراء أعماله الزائفة والتي لا قيمة لها في المجمل إلا عند التافهين أشباهه للأسف الشديد. وبهذا يشعر المتميز الحقيقي بالاحترام والتقدير مقابل مجهوداته العلمية والعملية. وأن مايقدمه من علم قيم ونتاج مثمر هو الأبقى أثره والدائم نفعه للناس. وهذا مانأمله لمثل هذه الكوكبة الوضاءة وبالله التوفيق.