قصة قصيرة تختصر بكلمتين: توطين المهن، تعجيز المواطن.
أنا وأنت وكلنا، أغلى ما يملك الوطن. وطن نبنيه لنا ولأبنائنا ولأجيالنا القادمة.. وخيراته تعمنا وتفيض لتبلغ كل مقيم، وكل ضيف وزائر.
مرحبًا بكل مشارك بساعد وهمة وفكر في التنمية والبناء لهذا الوطن العظيم. لكنها في نهاية المطاف مهمة أبنائنا وبناتنا ودورهم وقدرهم؛ ولهذا نعلمهم، وندربهم، ونعدهم لواجبهم المحتوم. ولهذا أطلق استراتيجيات الإحلال والتوطين للوظائف والمهن.
إلا أنني أشدد التنويه عن كيفية الإحلال مع وجود الكثير من الثغرات والخلل.
إخلال باحترام مواطن هذا البلد …
إخلال بمقاييس التطور والارتقاء …
وإخلال بما تصبو له العقول التي تزهر للمستقبل.
فكل يوم تتفتح عيون أجيال متلهفة للتفاعلية المجتمعية.. للمشاركة .. لإثبات الوجود، ثم تصدم بواقع العثرات التي تتقافز بين معدلات النسب والاختبارات المعرفية وموازنة المعدل .. و …و
ثم تصدم بمن يقول لها بكل وقاحة: إن كنت أو كنتِ تطمحين للتخطي والقبول .. للمقعد الجامعي أو البعثة أو الوظيفة .. ابحثي عن وسيط! … عن ثغرات نظامية قد تسمح بتخطي من هو أحق وأجدر.
أنا هنا لا أدين أحد ولا أقف مدافعةً عن أحد، وليس أمامي أصلًا من أحاسب، ولا أعرف من هو المسئول. ولكني أعتب وألوم، وأصرخ وأعترض على أمر بسيط قد يتحكم في مصير أجيال تصعد وتطمح إلى المشاركة في تحقيق رؤية ولي العهد وطموحاته لوطن عظيم.
فقد يكون هذا السبب البسيط ثغره ينفذ منها اليأس إلى عقول هؤلاء الشباب، ويوصلهم إلى مستنقع البطالة. وكلنا يعلم ماهو هذا الوحش المرعب الذي قد يودي بالأنفس ويسوقها إلى طريقٍ سلبي، وربما إلى ضياعٍ مؤلم .. وإلى مصائر لم تكن في الحسبان.
كيف نرغب بمجتمعٍ واعٍ متعلم ومواكب لكل تقدم ونحن نحطم أحلامهم على صخر الروتين .. ونرمي بطموحاتهم على طرقات التعقيد ونحرم الدراسة الجامعية لعقول متحفزة، وقلوب متوجهة بالحب لهذا الوطن والإخلاص لهذا العلم، والفداء لولاة أمرنا؟
ندائي أن يكون التوطين بأيدينا .. وأن يكون التطوير والتحسين للأنظمة والاستراتيجيات والخطط .. وأن تكون إدارات التوظيف والموارد البشرية والتدريب بأيدينا لا بأيدي غيرنا من الطامعين في خيرات بلادنا وفرص ابنائنا.
من هنا أعجب لتعقيد شروط التوظيف حتى تكاد لا تنطبق إلا على غير المواطن. أعجب من اشتراط اللغات الأجنبية بامتياز كتابة وقراءة وحوارًا، واستخدام احترافي للتكنولوجيا، ومهارات غير عادية في الحوسبة، وخبرات تراكمية في مجالات العمل.
كيف ومن أين لخريجينا توفير كل ذلك، وأسس تعليمهم السابقة لم تؤهلهم لسوق العمل في عالم الاقتصاد الرقمي الجديد، وزمن العولمة والقرية الكونية، … والأعجب أن من يتم إحلالهم مكان أي موظف وافد يحصلون على أقل من راتب ذلك الوافد، ومزاياه العديدة، من تذاكر السفر ورسوم الإقامة وتعليم الأبناء؛ خاصة إذا كان من ذوي العيون الزرقاء، فنحن لازلنا نعيش “عقدة الخواجة”. مع احترامنا وتقديرنا للمتميز منهم ولخبراتهم وتخصصاتهم النادرة، ولدورهم في خدمة بلادنا، والمساهمة في مشاريع التنمية.
الأسئلة المحيرة كثيرة، ومنها: ماهي مؤهلات ذاك الوافد التي لا تتوفر عند المواطن؟ وهل هي شرط حقيقي لإنجاز العمل بالكفاءة المطلوبة؟ أم مجرد إضافة فذلكية على السيرة الذاتية؟ ولماذا نفترض عجز أبنائنا وبناتنا عن التدريب والتعلم المستمر واكتساب الخبرات مع الوقت والرعاية والدعم؟ أليس التعيين مجرد خطوة على الطريق، تلحقها خطوات حتى يصل المعين إلى المستوى المهني المطلوب، والخبرة المطلوبة، والمهارات الأساسية التي يتطلبها العمل؟ أليس في الإجابات السلبية على هذه الأسئلة مايدعو للتعجب … وما يدعو للألم!
ندائي باسم الوطنية، باسم الوطن، لكل مسؤول عن تعليم وتدريب وإعداد أبنائنا لسوق العمل. لكل مسئول عن التوظيف والتطوير والاستفادة من الشباب الغض، مهما كانت بساطة خبراته، ومحدودية مهاراته. فالصغير يكبر، والجاهل يتعلم، والأيام خير معلم، والتجارب أعظم خبير. أناشدهم ارفقوا بأغلى ما يملك الوطن … اكفلوا انتماء أبنائنا لأرض الوطن. فلا مناص لهم منه، ولا مناص لكم منهم. يذهب الغريب كما جاء، ويبقى شعب طويق، وشباب الوطن، وجنود سلمان، حملة الراية، والسيف، والقلم.
هم يحبونه ولكنهم يتخبطون … وأنتم تحبونهم ولكنكم تقسون. فاحتووهم .. استوعبوهم .. ترفقوا بهم .. وتذكروا قوله صلوات الله وسلامه عليه: “إِنَّ الرِّفقَ لا يَكُونُ في شيءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلا يُنْزَعُ مِنْ شَيءٍ إِلَّا شَانَهُ”. و”مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحْرمِ الخيْرَ كُلَّهُ” … لذا سادتي وسيداتي “يَسِّرُوا وَلا تُعَسِّروا، وَبَشِّرُوا وَلا تُنَفِّرُوا” فعيالنا، فلذات اكبادنا، هم أغلى مافي الوطن، وأجمل مافي مستقبله.
متالقه كعادتك ،،،، دمتي ودام امثالك للوطن
سلمت أناملك ??
متألقة ومميزة بمقالتك استاذه ريم حفظك الله وامثالك فخر لهذا البلد
تحياتي وكامل تقديري لكم جميعاً ،، ان تميزت فبفضل الله تعالى ثم بدعمكم .
قمة احترامي .
وربي اصبتي في الصميم
هذه الحياة الي صرنا فيها
الله المستعان
ماهي مؤهلات هذا الوافد التي لاتتوفر عند المواطن ؟
المواطن يساويه أو يفوقه بالمؤهلات والخبرة والتفكير والإبداع لكن الوافد تهيأت له الظروف لتسهل له المنصب وجود وافد قبله يفضله على المواطن وتستمر السلسلة. ليظهر المواطن قليل الفائدة والوافد قيمته عالية يصعب التفريط فيه.
انا هنا لم اعمم ،، ولكن على سبيل المثال لا الحصر
يبدأ الوافد بقول راتب منخفض وبالمقابل مزايا متعدده ..ليصل لمًا يصبو له بطول البال وبتثبيت وجوده ( مجرد تكنيك ومتعارف عليه ) ووجهة نظر بعض اصحاب الاعمال،، واكرر ( البعض) انه لا يكل ولا يمل ولا يتأفف مقارنة بالمواطن مع يقيني بكفاءة وقدرات وانتماء ابناء الوطن لانه وببساطه وطنهم .
وما كنت اقصده حصراً (اشتراط طلاقة اللغه بالرغم من تعريب معظم الاعمال في الوقت الراهن )
والامثله لا تعد
لم يكن غرضي الانتقاص وانما فقط التسهيل واتاحة المجال.
شكراً من اعماقي.