لم تكن تلك الكلمة المشهورة التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في إحدى لقاءاته التلفزيونية مجرد كلمة عادية عندما قال: “لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد أيًا من كان” بل أصبحت راسخة في أذهات أبناء الوطن الغالي، وترجمها إلى أفعال بكل عزم واقتدار يشهد لها القاصي والداني بفضل الله، ثم بفضل أولئك الأبطال رجال هيئة مكافحة الفساد “نزاهة” الذين أدوا مهامهم بكل تفانٍ وإخلاص في حماية المال العام، ومحاربة الفساد، والقضاء عليه، وتطهير المجتمع من آثاره الخطيرة، وتبعاته الوخيمة على الدولة في مؤسساتها، وأفرادها، ومستقبل أجيالها، وهي تطيح بمجموعة تلو الأخرى من المفسدين المتورطين في قضايا فساد مختلفة بين حينِ وآخر، ومن المؤسف أن من بين هؤلاء المتورطين أمراء، ووزراء وقادة، الذين كان يجب عليهم أن يكونوا قدوة لغيرهم في خدمة دينهم وطنهم وقيادتهم بإخلاص وتفان واستشعار المسؤلية الجسيمة الأمانة العظيمة التي في أعناقهم والمحافظة على أمن ومقدرات وطنهم ومحاربة الفساد، وليس الانسياق خلف نزواتهم الشيطانية، والتلاعب بالمال العام، واستغلال نفوذهم وسلطتهم الوظيفية.
من هنا وعبر هذا المنبر الإعلامي أوجه عدة رسائل:
الرسالة الأولى: إلى مقام سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قلت وفعلت، ولم تأخذك في الحق لومة لائم، وكل من يحاول المساس بأمن الوطن أو العبث بمقدراته وماله العام سينال جزاءه دون هوادة، وهذا هو ديدن قيادة هذا الوطن الغالي منذ أن وحّد كيانه الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – حتى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله -.
هؤلاء أبطال نزاهة عملوا بكل نزاهة وكشفوا بكل احترافية الكثير من المتورطين المتلاعبين بالمال العام،
هناك ياسيدي الكثير من المشاريع المتعثرة والمتوقفة والمسحوبة في مناطق مملكتنا الحبيبة أنفقت عليها الدولة مليارات الريالات من أجل راحة الإنسان وتنمية المكان. إلا أن هناك من تسبب في تأخيرها وحرمان المواطن من خدماتها التي كان ينتظرها بفارغ الصبر بإهمال من تولى تنفيذها.
أتمنى أن يتم إدراج جميع المشاريع ضمن أعمال هيئة الرقابة ومكافحة الفساد لكي تقوم بدورها في كشف، وضبط كل من كان له علاقة في تأخير التنمية والتلاعب بمشاريع الدولة التي أنشأتها من أجل راحة إنسان هذا الوطن الغالي وكل من يقيم على أرضه.
الرسالة الثانية: إلى أبطال نزاهة مانشاهده من نتائج في الإطاحة بالكثير من المتورطين في قضايا فساد مختلفة لم يأتِ من فراغ إنما جاء بما قمتم به من جهود وتعامل بكل احترافية في تنفيذ مهامكم العملية التي استطعتم من خلالها الكشف عن الكثير من القضايا، وضبط مرتكبيها، والتي أعادت الكثير المليارات المنهوبة بطرق غير مشروعة إلى صندوق الدولة، نقول لكم شكرٍا من الأعماق ايها الأبطال
واصلوا مسيرتكم وعين الله ترعاكم.
الرسالة الثالثة: إلى كل من تورط في في قضية فساد أين الأمانة التي عرضها الله على السماوات والأرض وأبين أن يحملنها وحملها الإنسان أنه كان ظلومًا جهولًا؟
أين المسؤولية التي وضعت في أعناقكم؟
أين ذلك القسم العظيم بالإخلاص لله في العمل والمحافظة على وطنكم وحماية مقدراته؟
إلا أنه غاب الضمير، وضاعت الأمانة وذهب القسم أدراج الرياح.
الرسالة الرابعة: شكرًا لكل مواطن غيور على مقدرات وطنه، وعلى تعاونه مع هيئة الفساد، وتحقيق مقولة المواطن رجل الأمن الأول.
نسأل الله أن يحفظ الوطن الغالي وقيادته الحكيمة، وشعبه المخلص الوفي من كل شرِ ومكروه.