المقالات

فشلٌ بعد نجاح!

أن يتحقق النجاح على مستوى الأفراد أو المنظمات بعد الفشل؛ فهذا أمر طبيعي بل مطلوب لتعديل المسار وتحسين المستوى وتحقيق الهدف، لكن أن يتشكّل الفشل بعد النجاح فهذه إشكالية يجب عدم قبولها والمسارعة في معالجة أسبابها بكافة الطرق ومختلف الوسائل؛ لأن آثارها في حال عدم الاهتمام بها ستكون وخيمة على المدى القريب أو البعيد.

والمعروف بديهيًا أن الفشل والنجاح يقفان على طرفي نقيض، ويعطي كل منهما صورة عكسية عن الآخر! فالنجاح في معناه تحقيق الهدف المطلوب -صغيرًا كان أم كبيرًا- بالطرق السليمة، بينما الفشل يعني عدم أداء المهام المحددة كما يجب .. مما يؤدي إلى عدم الوصول للأهداف المنشودة، وهو من معطلات المسيرة ومعوقات التنمية دون شك.
والنجاح في الغالب يساهم في الانطلاقة والتقدم نحو الأفضل فيما يتسبب الفشل في الوقوف والتحاسر والتراجع إلى الوراء إذا لم يتم التدخّل للتصحيح من قبل الأفراد أو الجهات. وما نحن بصدده هو فشل بعض المنظمات بعد نجاحها السابق، والمقصود بذلك الأجهزة الحكومية والأهلية؛ كونها تعنى بخدمة المجتمع كالمدارس والإدارات والهيئات، والمستشفيات والمصانع والمؤسسات وغيرها. ولعل أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى ذلك هو سوء اختيار القيادات المناسبة الذين لا يدركون الأهداف، ويغيب عنهم الشعور بالمسؤولية لعدم امتلاكهم للمهارات المطلوبة، وعدم اهتمامهم بالتطوير الذاتي والإداري، مع بعدهم عن التنظيم، ويتحركون بلا خطط مرسومة ولا برامج محددة بعيدين عن المعيارية الدقيقة تتحكم فيه الأهواء، وتدفعهم الرغبات الذاتية، وتحركهم المحسوبيات، لا يفرقون بين من المنتج والمهمل، ولا بين المبدع من الموظف العبء على العمل يغلّبون مصالحهم الذّاتية دون الحرص على الإنتاجية. وينظرون إلى أنفسهم -بعكس حقيقتهم- على أنهم الأكفأ والأجدر والأفضل، وأنهم يمتلكون كل المقومات في حين أنهم لا يعرفون مفهوم الجودة، ولا معنى الإبداع.
يتسلمون الإدارات من سابقيهم الناجحين؛ فيكونون سببًا في نكستها، وتعطل تروسها، وتباطؤ حركتها، وعدم تحقيق أهدافها! فكم من إدارات كانت ناجحة انحدر مستواها بسبب قيادييها غير الأكفاء. وقد شخّص سمو ولي العهد الأمين حال بعض الوزراء الذي أدرك بعميق حسه وسداد نظرته عدم صلاحيتهم لتلك الأعمال الكبيرة! وكم من مديرين آخرين قابعين في إدارات مختلفة غير قابلين للتطوّر والتّطوير، وتظل مواقعهم بحاجة إلى البديل المناسب إذا لم يطوّروا أنفسهم، ويحسّنوا ومستوياتهم ويثبتوا جدارتهم، فالوطن الغالي -الذي يمضي بقوة نحو الأمام- لا يحتمل بقاء الإدارات المتكاسلة، ولا بقاء المديرين العاجزين.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button