ما هي الفائدة التي جناها الإعلامي السابق والوزير الحالي جورج قرداحي لخلق أزمة إضافية لبلاده لبنان المثقلة أصلًا بالأزمات المتلاحقة التي تقودها إلى جهنم حسب تعبير رئيسه؟!
ألم يشعر قرداحي أن كلامه ضد السعودية والإمارات تؤكد جهله الفاضح بشأن الحرب في اليمن، بل وبيّن كم هو منحاز لمليشيا الحوثي الإرهابية كوكيل عن نظام الملالي، وأراد أن يمحو دور إيران في إدارة المعركة ضد اليمنيين للاستيلاء على اليمن كما استولت على بلاده لبنان.
وبعيدًا عن استهداف الحوثي شبه اليومي للمدنيين والمنشآت المدنية السعودية المشهود والمدان عالميًا، سأُذكّر هذا الوزير المتحوّث وعميل حزب الله بتقرير الخبراء الدوليين التابع لمجلس حقوق الإنسان في دورته التي عقدت في جنيف السويسرية في سبتمبر 2019م الذي أفاد بأن ميليشيا الحوثي ارتكبت على سبيل المثال لا الحصر في يوم واحد خلال عام 2015م مجزرة مروعة بحق المدنيين في عدن؛ حيث قتلت 107 مدنيين، بينهم 32 امرأة و29 طفلًا، مشيرًا إلى أن عدد المصابين في هذا الهجوم الدموي للميليشيا الحوثية على مناطق مدنية في مديرية دار سعد بعدن، بلغ 198 مدنيًا، بينهم 42 امرأة و28 طفلاً، فضلًا عن تدمير 14 منزلًا بشكل كامل.
والتقرير نفسه يذكر أن الميليشيات الحوثية وبعد تعرض مقاتليها لهزيمة كبيرة صباح يوم 19 يوليو 2015م، شنت هجومًا هو الأكثر دموية بين سلسلة من الهجمات التي انطوت على قصف عشوائي واستخدام السلاح ضد المدنيين والمواقع المدنية ليس فقط في دار سعد استهدفت مناطق الغليل والشرقية والبساتين وجوار مسجد شيخان ومسجد الرحمة ومدرسة الشوكاني، والتي كانت تأوي عددًا كبيرًا من النازحين، وكل هذه المناطق في العاصمة عدن.
أليس هذا الهجوم الذي شنه الحوثيون يا معالي الوزير على النازحين والسكان في دار سعد، يمثل انتهاكًا للقوانين الدولية وجرائم حرب، أم دفاعًا عن مناطق سطا عليها الحوثيون بالقوة والبغي والعدوان ؟! ..أليس هؤلاء المجرمين هم الذين خرجوا من كهوف مرّان في شمال اليمن وتوجهوا ليقتلوا الجنوبيين في عدن؟ !!
هل قرأ هذا القرداحي الذي صدع العرب بحديثه المزعوم عن أخلاقيات الإعلام، وضروري الالتزام بقوانين الشرف ما عملته هذه المليشيا في مجزرة مديرية التواهي في عدن الجنوبية، وقد رواها أحد الناجيين القلائل من الجزيرة قائلًا:
“كنا حوالي 50 أسرة، أي أكثر من 500 شخص، مجمّعين في منطقة الميناء بانتظار الرحيل إلى البريقا عبر البحر هربًا من القتال، فجأة استهدفتنا أربع قذائف، وسقطنا في الماء فكنا نسبح في الدماء و بين الأشلاء ورأيت نفسي محاطًا بثماني أو تسع جثث وبالقرب مني الكثير حول الميناء أثناء جمعها، وجدت طفلًا مات غرقًا، رأيت عائلة بالكامل مقطّعة إلى أشلاء، وشهدت بعيني ثلاث بنات صغار قُتلت والدتهن، وكنت أعرف الأب الذي انتحر بعدهم بشهر”.
كان هذا الهجوم لمليشيا الحوثي في 6 مايو 2015م واستهدف ميناء التواهي في عدن، ما أسفر عن مقتل أكثر من 40 مدنيًا وإصابة أكثر من 160 أغلبهم من النساء والأطفال.
لماذا صم هذا القرداحي الكاذب أذنيه عمَّا قاله مندوب مدينة طهران في البرلمان الإيراني علي رضا زاكاني المقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي”ثلاث عواصم عربية أصبحت اليوم بيد إيران، وتابعة للثورة الإيرانية الإسلامية“، وهو يقصد بغداد ودمشق وطرابلس مشيرًا إلى أن صنعاء أصبحت العاصمة العربية الرابعة.
لقد سعت إيران إلى تكريس هذا الوضع في اليمن لجعل الحوثي وكيلها في اليمن يتحمل مسؤولية إطلاق الصواريخ على الدول العربية المجاورة، ولتتجنب الضغط الدولي عليها، وتوابع ذلك من تصاعد التوترات بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية؛ خاصة أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هدد حينها بضرب أذرع إيران في المنطقة في إشارة إلى المليشيات الموالية لإيران في دول الأزمات.
ألم يسمع القرداحي الكاذب إيران بالصواريخ التي أهدتها إيران للحوثيين؛ لاستهداف بعض المصالح الأمريكية كما حدث في 10 و12 أكتوبر 2016م عندما أرسل الحوثيون صواريخ إيران باتجاه البارجة “يو إس إس مايسون”، والتي كانت تقوم بمهام في المياه الدولية قرب مضيق باب المندب. ولازالت هذه الصواريخ تستهدف ممرات الملاحة الدولية حتى يومنا هذا ؟!
هل هؤلاء هم الحوثيون يدافعون عن أرضهم حسب إفادتك يا قرداحي؟!!
يقول روبرت فيلدمان، أستاذ علم النفس في جامعة ماساتشوستس أمهيرست أن هناك سبعة أسباب تجعل الناس يكذبون، وهي:
1) الكذب لإرضاء الناس.
2) الكذب لتجنب الإحراج.
3) الكذب للتأثير على الآخرين.
4) الكذب لتجنب نتيجة سلبية.
5) الكذب لتحقيق نتيجة إيجابية.
6) الكذب لجلب الإثارة للإعجاب.
7) الكذب للحفاظ على كذبة سابقة.
فبالله عليكم من يخبرني لماذا يكذب جورج قرداحي؟
———————-
** أديب وكاتب إماراتي