شهدت العاصمة السعودية، الرياض، مساء الأربعاء، إطلالة عالمية وليلة تاريخية على مستوى الترفيه، بانطلاق “موسم الرياض 2021” في نسخته الثانية، حامًلا شعار “تخيَّل أكثر”، وسط حراك سياحي عالمي جاذب، وأجواء ترفيهية وحضور جماهيري متنوع اكتظت به ساحات “البوليفارد”.
ولفت رئيس الهيئة العامة للترفيه، تركي آل الشيخ، إلى أنه في الموسم الأوَّل كان شعار “موسم الرياض” هو “تخيّل”، والموسم الحالي أصبح “تخيَّل أكثر”.
وتتنوع الفعاليات والبرامج المنتقاة، التي تناسب فئات المجتمع المختلفة، حيث تستمر تلك الفعاليات على مدار 4 أشهر، بدأت، الأربعاء، بمسيرة استعراضية هي الأولى من نوعها على المستوى الترفيهي إقليميًا، إذ ضمت أكثر من 1500 مؤدٍ بأزياء تنكرية، و2760 طائرة درون، إضافة إلى عروض مخصصة لرقصة السامري، في أجواء رائعة، وإقبال كبير من الزوار الذين عاشوا ساعات من الفرح.
وزينت احتفالات الافتتاح مجموعة من الفعاليات والعروض التي تشكل دورًا أساسيًا في ترسيخ الصناعة الترفيهية في المملكة، رافقتها الألعاب النارية التي غطت سماء الرياض، من مواقع متنوعة.. سكاي نيوز.
وتناقلت وسائل إعلام عالمية تفاعلًا واسعًا قبل انطلاقته، وسط تناول ثقافي واجتماعي واقتصادي مميز، أبرزته وسائل الإعلام المختلفة، في سياق تحويل “الرياض” إلى وجهة سياحية عالمية.
وفي كلمة ألقاها رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه تركي آل الشيخ، خلال الحفل، قدّر الدعم الذي قدمه كل من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، لقطاع الترفيه ولموسم الرياض، وقال:
“الموسم الأول كان شعارنا (تخيّل)، والموسم الثاني شعارنا (تخيّل أكثر)”، مضيفًا: “ما دام عندنا قيادة ملهمة دفعت كل سعودي أن يرتفع عنده حد الطموح ويحقق الأحلام”.
ولقد كان الحضور الجماهيري المهيب والكبير حديثًا للإعلام العربي والغربي.. نظرًا لكثافة المتواجدين من داخل وخارج المملكة.
حيث بلغ عدد الحضور يوم الافتتاح أكثر من سبعمائة وخمسين ألف(750000)، ولاشك أن ذلك يعد دليلًا على نجاحاً كبيرًا للموسم؛ نظرًا لضخامة الفعاليات، وجودتها.. وكذلك لتميز وشهرة بعض المشاركين في الاحتفال.
وشهد افتتاح الموسم في يومه الأول بروائع الفن العالمي، وأجنحة لأنواع الأطعمة من مختلف زوايا العالم، فضلًا عن خدمات الرعاية الصحية، والعيادات الطبية المتنقلة.
ويأتي ذلك في الوقت الذي أكَّد فيه أمير منطقة الرياض بالنيابة الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز على أهمية التنسيق والمتابعة المباشرة والتهيئة العالية، وضمان السلامة والانسيابية خلال انطلاقة موسم الرياض 2021.
واعتبر كثيرون أن انطلاق موسم الرياض “هو خطوة جريئة من السعودية نحو فتح آفاق التطور الاجتماعي والتحرر من القيود القديمة”.
ورأى البعض أن العاصمة السعودية أبهرت العالم في موسم الرياض وما يحدث من إبداع لا يستوعبه عقل.
وقدَّم سفير الصين لدى المملكة العربية السعودية تشن وي تشينغ التهنئة لرئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ على البداية الناجحة؛ حيث وصف، افتتاح موسم الرياض بالاستثنائي.
وأوضح في تغريدة عبر حسابه على “تويتر” أن الافتتاح لا مثيل له، مضيفا: “تخيلنا أكثر.. وشفنا فوق ما نتخيل”.. صحيفة صدى البلد.
ولقد أكدت المملكة العربية السعودية أهمية القطاع السياحي في زيادة النمو الاقتصادي، وخلق الفرص الوظيفية، وتعزيز التنمية المستدامة والاجتماعية، ودعم الجهود التي تسهم في تطوير الصناعة السياحية، داعيةً للمحافظة على البيئة، وتطبيق المبادئ المستدامة، وضرورة تمكين الأفراد وخاصة النساء في هذا القطاع المهم، إلى جانب تعزيز التعاون الدولي والجهود المشتركة لدعم القطاع السياحي الذي تضرر بشكل كبير من جائحة كوڤيد-19، وتكثيف العمل للتعافي من أثرها.
جاء ذلك ضمن كلمة المملكة التي ألقتها السكرتير الثالث لوفد المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة ريم بنت فهد العمير، في المناقشة العامة لبند “تنفيذ المدونة العالمية لأخلاقيات السياحة”، ضمن أعمال اللجنة الاقتصادية والمالية (الثانية)، خلال الدورة الـ 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
والسياحة في السعودية هي أحد القطاعات الناشئة ذات النمو السريع، وتمثل أحد المحاور المهمة لرؤية السعودية 2030. … وتسعى هيئة السياحة لاستكمال مهمتها نحو تحويل السياحة إلى قطاع اقتصادي يسهم بفعالية متزايدة في الناتج القومي الإجمالي، ودعم الاقتصاد الوطني، بعائدات تصل إلى 10%، وتوفير ما يصل إلى 1.6 مليون وظيفة في عام 2030.
وهذا النجاح الكبير والمُبهر لافتتاح موسم الرياض، يتوافق مع رؤية 2030 التي تهدف إلى تنوع مصادر الدخل، وعدم الاعتماد على مصدر الطاقة.. وكما هو معلوم بأن السياحة أصبحت من المصادر الهامة للدخل لكثير من الدول، وهو ما جعل معظم دول العالم توليها جُلّ اهتمامها، وعنايتها.
ولاشك بأن هيئة الترفيه بقيادة معالي المستشار/ تركي آل شيخ قامت بجهود كبيرة، وجبارة، من أجل إنجاح موسم الرياض، وإظهاره بالصوره التي تليق بمكانة المملكة العربية السعودية.
وجميعنا نعلم بالدعم اللا محدود من حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يحفظهما الله، من أجل رفاهية المواطن السعودي وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين، وإبراز السعودية كواجهة حضارية كبرى.. حفظ الله لنا بلادنا وولاة أمرنا ذخرًا لنا.
———————
-خبير استراتيجي
مختص في العلاقات التاريخية بين الدول-
