جعل الله لكل أجلٍ كتاب، ولكل شيءٍ زوال؛ فكان يوم الثلاثاء الرابع من شهر ربيع ثاني من عام ألف وأربعمائة وثلاثة وأربعين للهجرة الأجل المحتوم لرمزٍ من رموز زهران، وشاعرٍ من أبرز شعراء العرضة الجنوبية العم الشاعر سعود بن سحبان الخزمري الزهراني الذي ودّع هذه الحياة بعد صراع مع المرض، بعد سنوات من العطاء في خدمة الموروث الشعبي، قضاها في ميادين العرضة الجنوبية واجه فيها العديد من الشعراء، كان قدوة في احترام الخصوم، غير مبالغ في المدح والثناء غير متساهل في إعطاء كل ذي حق حقه.
عاش كريمًا بأخلاقه محبًا للخير قريبًا من الجميع بفطرته وتواضعه وابتسامته التي لا تفارق محياه، ولم يدخر تلك الصفات الجميلة لنفسه بل زرعها في أبنائه؛ لتكون متوارثة بين أجيال بيت ابن سحبان.
رحل أبو متعب تاركًا بعده طيب الأثر والذكر الحسن، ودعه أهله ومحبوه إلى ربٍ رحيم.
ويبقى العوض في أبنائه الأفذاذ، فمن خلّف أمثال الدكتور متعب وشاعر الجنوب وفارس الكلمة الدكتور عبد الواحد والعميد عبد الله، والأستاذ علي والدكتور عبدالعزيز، لم يمت بل سيكون حيًّا على رؤوس الأشهاد بذكره ومكانته وشموخه، وسيبقى بن سحبان في ذاكرة زهران.
رحم الله أبا متعب، رحم الله فقيد زهران، وفقيد ساحة العرضة الجنوبية، وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
0