المقالات

معلم التلاميذ في الصفوف الأولى

تُعتبر مهمة المعلم هي الأساس الأوَّل والركيزة التي يعتمد عليها التعليم، فإذا كانت مفاتيح التعلُم تكمن في المناهج ومقرراتها التي يكون الهدف منها تعليم الطلبة، فإن المعلم هو الأداة التي بواسطتها يتم إيصال تلك المفردات إلى المتعلم بالتدريج حسب مراحل التعليم المتتالية، وبدون المعلم لا يمكن إيصال المعلومات واستيعابها من قبل الطلبة، ومن هنا جاء التركيز على إعداد المعلم علميًا ومهنيًا كأساس من أسس نجاح التعليم.

ولكي ينجح المعلم في هذه المهمة الصفية؛ فإنه يحتاج إلى إعداد المتعلم الذي يحتاج إلى تحقيق هذه الشروط:
١- الإعداد العلمي الجيد مع سعة ثقافته واطلاعه؛ باعتبار ذلك رديفًا لما يتقنه من المعارف.
۲- التزوَّد بالنظريات النفسية عن التعلُم، وأنماط السلوك لدى الطلبة.
۳- قدرة المعلم على عرض الاتجاهات التي تعزز التعليم مع تعزيز العلاقات الإنسانية.
4- إظهار مشاعر المعلمين الإيجابية نحو (تلاميذهم)؛ لكي يتم التوافق الذي يؤدي إلى إقبال التلاميذ على التعليم .
5- مراعاة المعلم للظروف النفسية الطارئة على التلاميذ؛ خاصة الملتحقين بالصفوف الأولى في السنة الأولى والذي يعتبر بُعدهم عن ذويهم وانتقالهم إلى وضع آخر مؤشرًا نفسيًا فاعلًا لابد من تدارك التكامل معه، وجذب التلاميذ إلى الأجواء الجديدة لانسجامهم، وإقبالهم بعد ذلك على التعليم.
6- تقنين العلاقات بين المعلم والتلاميذ على أساس التقارب مع الأخذ في الاعتبار الحفاظ على مقومات المعلم الشخصية، وكذلك الحفاظ على مقومات التلاميذ الشخصية والنفسية والاجتماعية .
إن هذا العمل يتطلب إعدادًا جيدًا للمعلم ثقافيًا وعلميًا؛ فتكون ثقافته العامة محيطة بما يتميز به المحيط من الثقافات والمعارف؛ خاصة في هذا الزمن الذي يعتمد المجتمع فيه في تنويع ثقافاته على الإعلام ووسائله ومواقع التواصل الاجتماعي؛ وذلك لكي لا يقع المعلم في مواقف الإحراج أمام سؤال أو استفسار من التلاميذ.
أما إعداد المعلم علميًا؛ فلكي ينجح في إيصال العلم والمعرفة إلى التلاميذ بشكل سليم ومتكامل؛ فهو المنفذ الفعلي لمحتويات المنهج الدراسي.
ولكي يكون المعلم قريبًا من تلاميذه؛ فلا بد أن يشاطرهم مشاعرهم مع الحفاظ على القيم وعدم تجاوزها، كما يجب على المعلم أن يكون أنموذجًا وقدوة في السلوك العام مع تلاميذه؛ لتأثرهم في هذا العمر المرحلي الأول بأقرب الناس تعاملًا معهم في المظهر الحسن، وفي البيت والمدرسة ومناشط المجتمع.
فالمعلم والتلميذ قرينان وكل قرين بالمقارن يقتدي.
إن مراعاة مشاعر وأحاسيس التلاميذ، ومراعاة ذلك أمام أقرانهم هو أمر في غاية الأهمية، وهو مما يقرب المسافة بين التلميذ والمعلم أو يبعدها .
ويجب على المعلم أن يشارك البيت في ملاحظاته على التلميذ؛ وذلك عن طريق نقل مرئياته إلى إدارة المدرسة التي تتولى ذلك الأبوين والأسرة.
إن مهمة المعلم في المرحلة الابتدائية (الصفوف الأولى) مهمة عظيمة؛ لأنها مرحلة التأسيس التي ينطلق منها التلاميذ بقدراتهم التي تحصلوا عليها في هذه المرحلة إلى عالم التعليم الواسع.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button