منتدى القصة

أبو سُمرة

ذات شتاء، كان الجنوب يُصافحنا كل صباح بمشهد ساحر

اليوم جدي عاد من حقله الذي يسميه (أبو سُمرة) باكرًا، وعلى غير عادته بلحيته البيضاء التي تشبه سحابة ممطرة على أرواحنا، هاهو يسير باتجاهنا، نرى وأخواتي خلفه ضبابًا كثيفًا يلفه الجبل المجاور – حينها لم أكن أعرف شيئًا اسمه ضباب – أسأل جدتي عن هذا المشهد الغريب الذي باغتنا.
تجيب: الجبل كائن بحري؛ يطير من مكان إلى آخر بحثًا عن مأوى يستريح فيه.
أبي قال: إن الجبل شكا له من البرد الشديد؛ لذا فهو يخرج البرد على شكل ضباب.
أخي الأصغر قسم لأبناء عمي في المدينة البعيدة أن الجبل عندنا كان يدخّن طوال اليوم، بل وينفث دخانه في وجه الأشجار، أختي تفسر الأمر بأنه كلما فقدت غيمة بوصلتها لاذت بالجنوب على صوت فيروز (لما بغنّي اسمك..بشوف صوتي غِلي إيدي صارت غيمي وجبيني علي).
صوت علوي؛ (الحقائق تهطل كالأمطار، للجنوب بهاء يشبه المفاجآت المباغتة، يأتي دون مواعيد مصطحبًا معه معاني اللذة).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى