عبدالرحمن الأحمدي

المُتملقْ

تعج المجتمعات الإنسانية في كل مكان وعلى مر الزمان بالعديد من الشخصيات المختلفة التي لها توجهاتها في حياتها العامة من حيث الإيمان بالمبادئ الراسخة، والقيم المتفق عليها، والسلوكيات المعروفة، والأساليب الواضحة. ونتجاوز هنا في هذه الأسطر الشخصيات السوية والتي تؤمن إيماناً كبيرًا بكل التوجهات المثالية. ونذكر في الجانب الآخر بعض أشكال الشخصيات غير السوية وعلى سيبل المثال شخصية الانتهازي، وشخصية المحتال، وشخصية المغرور، وشخصية الثرثار، وشخصية المتملق، وغيرها من الشخصيات المنبوذةخلقياً، وفكرياً، واجتماعياً وصراحة لا نجد لها ترحيبا في كيانات المجتمع في حقيقة الأمر وحتى وإن جاملها بعض الناس فهو من باب اتقاء الشر ليس إلا. ونقف تحديداً في هذه العجالة عند شخصية المتملق.

ومن الممكن أن تُعرَّف شخصية المتملق ببساطة أنها عبارة عن إظهار التودد والملاطفة والمديح وحلو الكلام خلاف مايبطن في داخله؛ للوصول والحصول على غايته ومصلحته الشخصية وبعدها وبكل تأكيد يظهر حقيقة نفسه وقبح خلقه. فمثلاً موظفًا يداهن ليل نهار مديره المباشر حتى يصل إلى مايأمله من منصب أو مرتبة أوحافز مادي وبعد تحقيق مايصبو إليه تبدأ الصفات الحقيقية لشخصيته تظهر مجردة تماماً، وآخر يسعى للحصول على مكانة لائقة بين أفراد المجتمع، أو داخل الحي، بتسجيل موقف يكتب له على جبين الزمن، أوعلى أسطر الورق المكتوب وبعد ماينال ما كان يرجوه ويعجز عن تحقيقه بمفرده يتنكر ويجحد لمن كانوا السبب _بعد الله _في إبرازه وهكذا لو تُقلَّب صفحات الأيام نجد مثل هذه الشخصيات المتسلقة ولا نستغرب فقد قيل قديماً “اتق شر من أحسنت إليه”.

إن الجحود والنكران وعدم الاعتراف بالجميل صناعة بائسة تعيسة وقديمة قدم التأريخ ذاته لايجيد التعامل معها وباحترافية إلا مثل هذه الشخصيات الانتهازية، والأنانية، والمتملقة، والمراوغة، وغيرها وهي للوهلة الأولى تخدع كل من يتعامل معها في مواقف حياتية يومية؛ لما تظهره من البراءة والبشاشة والوداعة في وجهها، ومن ثم تستغل كل الظروف المواتية والمحققة لأهدافها الخاصة. وللأسف تستطيع هذه الشخصيات غير الصحية خداع من كانت المبادئ الأصيلة، والقيم النبيلة منهاجاً قائماً في حياته وتمثل لديه الشيء الكثير بل هي كل حياته القائمة على الصدق والوضوح وحب تقديم الخير، وبذل المعروف للآخرين ولكن…! وعلى أي حال كل شخص يفرغ ما في جوفه من خير أو شر فإن أحسن أحسن لنفسه وإن أساء فعليها.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button