لا نستغرب تنوع المشارب، وتعدد المواهب، واختلاف وجهات النظر لكن المستغرب الأخلاق المصطنعة والأفعال المستهجنة التي تصدر من البعض ظنًا منهم أنهم بذلك يُعْرَفون، وعن غيرهم يتفوقون!!!
أحدهم تُقَدِّم له دعوة كريمة لحضور مناسبة، وما إن يصل حتى يتطاول على المدعوين، ويستخف بالحضور، ويتصدر المجلس ويستحوذ على الكلام ويعلق على كل شاردة واردة.
والآخر يطلب قرضة حسنة؛ فيحصل عليها بأسرع الطرق وأقل التكاليف بدوافع حب الخير والتكاتف بين الناس ثم يدير ظهره عن من أعانه ويماطله، ويجادله وينكر فضله عليه.
والثالث تسمع منه كلامًا معسولًا، وترى منه سلوكًا مثاليًا ثم لا يلبث أن يتلَوَّن ويتغير كما تتغير الحرباء كلما داهمها الخطر رغم أنك لم تمسسه بسوء، ولم يداهمه خطر، ولكنها صداقة المصالح.
أما الرابع يمدحك اليوم ويذمك غدًا لا لشيء إلا أنه يرغب أن تكون مثل الريموت في يده أو الخاتم في إصبعه يتحكم فيك متى يشاء وكيفما يشاء.
والخامس يُزَايدْ على حب الوطن، ويتظاهر بالولاء المطلق حتى إذا وصل إلى ما يُرِيد استغل منصبه في تحقيق مصالحه الشخصية، والتكسب من ورائه ضاربًا بأخلاقيات المهنة عرض الحائط.
هؤلاء الأصناف من البشر متلونين ليس لهم مبادئ أو قيم، ويجب مواجهتهم بالحكمة والموعظة الحسنة بعيدًا عن التجريح، وتوضيح المسار الصحيح لهم؛ فإن استجابوا لصوت الحق، وإلا فالحذر منهم مطلب، والبُعد عنهم مكسب والدعاء لهم بالهداية والصلاح أَطيب..
صح بوحك يابو رايد
تلون الشخصية ينم عن اضطراب في عقل وسلوك ذلك المتلون ، فهو أشبه مايكون بازدواج وتعدد الشخصية كمريض الفصام، وإلا فإن الشخص المتميز بالصفات الحسنة ثابتا في شخصيته على لون واحد يتعرف الناس على شخصيته وبسرعة وعلى صفاته من أول لقاء معه ، وتزداد شخصيته ثباتاً في أذهان الناس بالتعامل المتكرر معه.
إذ هو كمعدن الذهب يبرق لمعانه وإن تقادم به الزمان لايتغير.
سلم بنانك أبا رائد ، مقال في الصميم. .
مقال رائع، يحكي واقع نعيشه بين الحين والآخر
سلمت اناملك يا ابو رائد