تأتي زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ضمن إطار جولة خليجية موسعة تهدف لتعزيز التنسيق والعمل الخليجي المشترك، ولكن الزيارة مختلفة لدولة الإمارات الشقيقة بحكم العُمق الاستراتيجي والنوعي في العلاقة بين البلدين.
إن النجاح الكبير الملموس في العلاقة السعودية-الإماراتية يعود لعدة اعتبارات: أهمها وجود الإرادة السياسة للقيادتين، التقارب الثقافي والتاريخي، وتشابه النموذج الاقتصادي للبلدين. هذه العوامل مجتمعة شكَّلت أرضية خصبة لنجاح مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، والذي تأسس في عام ٢٠١٦م كخطوة استراتيجية لتوجيه العلاقة نحو التكامل الاستراتيجي.
منذ استحداث المجلس ولجانه المختلفة تعمل على تقوية العلاقة وتذليل كافة العقبات، والملاحظ في أعمال المجلس هو الاتزان واستشراف المستقبل بكافة المبادرات ومذكرات التعاون. أكثر من ٢٥ مذكرة تعاون تمخضت من أعمال المجلس، شملت التعاون التجاري والتنسيق الجمركي، والتعاون في التقنية المالية ومجالات الطاقة والتعليم والسياحة والثقافة.
في ظل الإرادة السياسية لقيادة البلدين سوف يستمر التعاون والتكامل في العلاقة السعودية-الإماراتية بالمستقبل في عدة قطاعات بالتحديد التنسيق في سوق الطاقة والتعاون التجاري والاستثماري، وتعزيز التعاون السياسي والأمني، وبدون شك سوف تستفيد المملكة من تجربة الأشقاء باستضافته إكسبو في الإمارات؛ وذلك في ظل عزم المملكة على استضافة إكسبو ٢٠٣٠.
إن المراقب للمشهد العربي يستطيع أن يصف العلاقة السعودية-الإماراتية بأنها تجربة نوعية ورائدة بفعل الإرادة السياسية والتخطيط الاستراتيجي والمهنية العالية.
وتستمر الجولة الخليجية لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد لمحطة أخرى، وسموه أولى اهتمامًا كبيرًا لتعزيز حضور المملكة السياسي الدولي وتوطيد العلاقات من خلال المجالس التنسيقية ومذكرات التعاون، وسوف ترفع الجولة الخليجية من مستوى تنسيق المواقف والخروج بموقف خليجي أقوى قبيل القمة الخليجية المرتقبة بالعاصمة الرياض.
——————————
أكاديمي وكاتب اقتصادي