الجولة المكوكية التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لدول الخليج، كانت مثار إعجاب ومحط أنظار، وتركُز أضواء؛ وذلك لمكانة الزائر وأهمية المزور، وتوقيت الزيارة؛ لتنسيق المواقف من أحداث المنطقة والعالم والعمل المشترك في منطقة تموج بالصراعات، وبمواجهة عدو على الجانب الآخر من الخليج لا يفتأ يُثير القلاقل والفتن ولا يكف عن التدخلات في شؤون الدول الأخرى، ودعم المليشيات الإرهابية بالمنطقة، وقبل قمة خليجية منتظرة تستضيفها الرياض مما يُبشر بنجاح لهذه القمة قبل انعقادها -بإذن الله- وتفعيل قرارات تحقق أحلام وتطلعات الشباب الخليجي من مجلسهم الموقر كما تأتي بعد قمة العلا للمصالحة الخليجية.
أظهرت هذه الجولة الخليجية مدى الترابط والتلاحم بين دول الخليج شعوبًا وحكومات، ورغم نجاحها سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا إلا أن الجانب الاجتماعي الشعبي لهذه الزيارة هو الأبرز فالفرح والتفاعل الشعبي الذي ارتسم على محيا مواطني الدول الخليجية والتفاعل معها والعفوية الشعبية الصادقة تؤكد مدى التلاحم والمحبة التي تجمع أبناء الخليج، ولا غرو فما يربطهم من روابط (الدين والدم واللغة، والجغرافيا والتاريخ والتطلعات، وكذا المخاطر…) بكل تأكيد كفيلة أن تضرب بجذورها في عُمق الواقع لتوحد الصف؛ لذلك ظهرت صدق المشاعر، واختفى التنافر والتنابز الذي ثبت أنه دسيسة في الخليج وليس منه، وتبين صفاء أبناء الخليج ومحبتهم لبعضهم البعض، وإيمانهم الكبير بوحدة المصير، وخنست الوافدة المستأجرة والحاسدة فصمتت معاول الهدم، واستعدنا أهزوجة كنا نرددها دائمًا:
خليجنا واحد
وشعبنا واحد
وأنا الخليجي
وأفتخر
أني خليجي.