مع انتشار خطاب ديني متطرف في العالم العربي إثر ثورات الربيع العربي، بدأ بعض الشباب العربي في إعلان عدم إيمانهم صراحة، والتعبير عن اختلافهم مع الخطاب الديني السائد ورفضهم له.
وقد أثار هذا الاتجاه نقاشًا حادًا في المنطقة العربية، ولا سيما على شبكات التواصل الاجتماعي، وكسر حاجزًا ظل يُنظر إليه باعتباره من “التابوهات المحرم الحديث فيها على مدار العقود السابقة”.
وبسبب ذلك يصبح من العسير الوصول إلى أرقام دقيقة عن عدد الملحدين في العالم، لكن بعض الجهات الدينية أشارت إلى بعض الأرقام. ووفقًا لتصريحات لدار الإفتاء المصرية في يناير/ كانون الثاني 2014، فإن هناك نحو 866 ملحدًا في مصر، في حين قدر آخرون عددهم بالآلاف.
وفى نفس العام، عممت عدة وسائل إعلام سعودية دراسة أجرتها مؤسسة “وين غالوب الدولية للأبحاث” كشفت فيه أن “خمسة في المئة من السعوديين قالوا إنهم كانوا ملحدين”، أي في بلد يبلغ عدد سكانه 29 مليون نسمة.. أحمد نور قسم المتابعة الإعلامية – بي بي سي.
فعبارة ملحد أو لا أدري أو مفكر حر أو لا ديني، تختلف التسميات حولها إلا أن الفكرة نفسها: عدم الإيمان بوجود إله بسبب غياب الأدلة أو البراهين. وليس هنالك مدرسة واحدة للإلحاد، بل العديد من النظريات والمدارس كالوجودية والوضعية والداروينية.
وخلال السنوات الأخيرة، انكسر جدار الصمت في المنطقة العربية، وبدأت أصوات الذين يعتبرون أنفسهم من فئة الملحدين، تعلو وتجذب أنظار العالم. إلا أن الإلحاد ليس بجديد في المنطقة، إذ ثمة أدلة على وجود ملحدين قبل الإسلام عُرفوا بالدهريين الذين لا يؤمنون بوجود الخالق ويعتقدون بقدم العالم، وقد ذكرهم القرآن في سورة الجاثية، الآية :24 (مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ) .كما أنّ في المنطقة مفكّرين “ملحدين” معروفين من أبرزهم ابن الراوندي-وأبو بكر الرازي
.
فبرغم كون فكرة إنكار الخالق كانت مستبعدة في كل العصور، إلا أن الإلحاد شقّ طريقه بصعوبة أكبر في العالم العربي والإسلامي لأسباب عدة كطبيعة المجتمع الشرقي؛ حيث ينتمي الفرد إلى مجتمع ويتّخذ قرارته مراعيًا المجموعة، بالإضافة إلى ظهور الحركات الإسلامية التجديدية التي تسعى إلى جذب المعتدلين.. باميلا كسرواني 2017.
ويصعب تحديد عدد الملحدين في المنطقة العربية لغياب الدراسات وللسرية التي تحيط بهم، لكنهم يبقون أقلية في هذه البقعة من العالم. حيث كشفت دراسة أجراها “منتدى بيو فوروم للدين والحياة العامة” Pew Forum، مركز دراسات وأبحاث أمريكي متخصص بالأديان والمعتقدات، في أكثر من 230 دولة طوال عام 2010 وصدرت نتائجها عام 2012 أن “الإلحاد” أصبح “الديانة” الثالثة من حيث العدد في العالم بعد المسيحية والإسلام.
وفي النقاش السياسي، يتهم اليمين المسلمين بمعاداة حريات الأفراد والتعاطف مع الجهاد، بينما يحاول اليسار تبرئتهم بإبراز التديُّن الوسطي الذي يدعو إلى السلام، لكن واحدًا من الطرفين لا يسمح لأي عربي بأن يخرج من تحت عباءة الإسلام، لأن كليهما يبني آراءه بفرض حتمية تديُّن العرب كافة، كما لو أن ذلك موجود في جيناتهم.. أسامة يوسف.
والإلحادُ يحملُ أحدَ معنيين: أوّلهما: إنكارُ وجودِ الخالق، والقولُ بأزليّةِ المادّةِ، وأنّها خالقةٌ مخلوقةٌ. ثانيهما: وهو من إضافاتِ أفلاطونَ: إثباتُ وجودِ خالقٍ أو صانعٍ، ولكنّها لا تُعنى بشيءٍ من حياةِ الخلقِ، فهي موجدةٌ للخلقِ، لكنّها تركتْ التصرّفَ في الكونِ، وتفرّغتْ في حياتها المثاليّةِ، وقد كانَ يقولُ بهذا القولِ من الفلاسفةِ: أبيقور .
والسؤال الذي يتبادر للذهن هو لماذا انتشر الإلحاد في العالم العربي والإسلامي، ففي اعتقادي هو للأسباب التالية:
-التبعية للغرب.
-انتشار التطرف خاصةً بعد ثورات الربيع العربي.
-الاضطهاد الديني، وسيطرة النفعيين والانتهازيين من بعض رجال الدين.
-عدم وجود قدوة صالحة يمكن الاقتداء بها.
-الإحباطات المتوالية لدى بعض من الشباب العربي، بسبب البطالة والفقر، وانتشار الظلم السياسي والاجتماعي لدى بعض الدول العربية.
-التخلف السياسي والاجتماعي لدى بعض الدول العربية.
-الهزائم التي مُنيّ بها العرب والمسلمون من الغرب؛ سقوط بغداد مثالًا، وكذلك الاستعمار الفرنسي والبريطاني لعدد من البلدان الاسلامية والعربية.
وفي اعتقادي أن أهم الأسباب للإلحاد بشكلٍ عام: هو سطوة بعض رجال الدين المتعجرفة فيما مضى على الناس، وإرغامهم على اتباع دين أو مذهب معين.
من خلال ما تقدم وجب دراسة أسباب انتشار الإلحاد في العالم العربي بكل تجرد وموضوعية.. بعيدًا عن إقحام رجال الدين في تلك الدراسة، وإنما يتم مباشرة ذلك من قبل علماء الاجتماع والنفس ورجال السياسة المخضرمين؛ فهم قادرون على الوقوف على الأسباب الحقيقية للإلحاد في عالمنا العربي والإسلامي، وسبل معالجتها.
——————————-
-خبير استراتيجي ومختص في العلاقات التاريخية بين الدول-
مقال يتسم بالواقعيه والصراحة والجرأة. ويثير تساؤلات شتى منها تساؤل يضج في (رأسي ) شخصيا وهو: هل سنصل مستقبلا لمرحلة يجتريء فيها الملاحده العرب او السعوديون على الجهر بالحادهم؟؟ وكيف ستكون ردة فعل السلطة الدينية والمجتمع؟؟ . اتذكر قبل سنوات بعيده سألت زميلا في العمل وهو من عائلة ثرية وذات مكانه في البلاد .. لا أراك تصلي معنا فرد علي بإجابة صاعقه قائلا: انا منذ تخرجي من الثانويه لا أصلي متعمدا. فسألته ألست مسلما؟؟ فرد بأسوأ من الإجابة الأولى قائلا: دين اوجده بشر كيف اؤمن به ؟؟ قلت وماذا عن الخالق ؟؟ قال : يقول رجال الدين بالقيامة والحساب والعذاب والجنة والنار …والبشرية تتحرى ذلك دون ان يحدث شيء. وهاهو الكون منذ آلاف السنين وواقعه كماهو لم يتغير فيه شيء. حاولت ان اقنعه بخطأ رؤيته لكن عجزت فإيمانه الراسخ هو الإلحاد وإنكار وجود الخالق والأديان فجعلني في حيرة من امر استمرارية تواصلي معه في العمل ام قطع تلك الصلة؟؟! لكني اتخذت الخيار الثاني … وبعد الانقطاع عنه سنوات طويله قيل لي من أحد معارفه الوثيقي الصلة به إنه تراجع عن جميع ما كان يعتنقه من أفكار ورؤى إلحاديه تنكرية للخالق والدين عبر بعض المصادر والمفكرين المستنيرين فقهيا ودينيا وبات ملتزما بكافة الشعائر الدينية فكرا وسلوكا واكثر وعيا بمعرفة الله وعظمته . (إنك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء ) في تصوري إن الإلحاد مرحلة مؤقته يمر بها بعض الشباب وهم قلة بسبب بعض تلك العوامل التي اوردها كاتب المقال.. وهو في الواقع مقال مهم و له قيمته الفكريه .. وحري أن ينشر على اوسع نطاق للاستفادة والتوعية والتحذير من خطورة هذا التوجه الكفري الإلحادي المدمر لصاحبه. تحياتي لك ولجميل تواصلك واهتمامك .?