فاحت سمعته العطرة، وشهرته الواسعة، ومقاطعه الجميلة، والمفيدة، وقصصه الهادفة، ووصلت من منطقة عرعر في شمال السعودية، إلى غربها في مكة المكرمة، حيث يقيم كاتب هذه السطور، إنه اليوتيوبر والسنابي الشهير محمد الشمري رحمه الله، الذي تعرض لحادث مروري مروع في طريق الرياض قبل أيام، حقيقة كانت تستوقفني مقاطعه المرئية وأسلوبه الجذاب وابتسامته المشرقة ومواضيعه الشيقة وكنت لا أغادرها حتى أشاهدها إلى نهايتها وأنا في قمة الاستمتاع، فلا أذكر يوماً أني شاهدت له محتوى مخلاً بالآداب العامة ولا ألفاظاً خادشة للحياء، وهو ليس كبعض المشاهير الذين يقدمون محتوى مبتذل وسخيف، ولا يرجون لله وقارا، ولا يراعون الآداب العامة ولا الذوق العام ويتلفظون بألفاظ سوقية وعبارات جنسية وينشرون ثقافة سلبية أقصد تفاهة في المجتمع، وبالتالي تتراكم الأفكار السلبية على المتلقي المتابع لهم حتى يمتليء عقله ويتلقح بالتفاهات ويصبح إنساناً تافهاً ذو اهتمامات ضحلة وأفكار مسمومة وعقله محشوٌ بسفاسف الأمور لا بمعاليها وليس عضواً مؤثراً إيجابياً فاعلاً في المجتمع، لذلك يرى علماء النفس أن أفكار الإنسان تتحول إلى قيم، والقيم تتحول إلى معتقدات، ثم إلى مشاعر تتحول بعدها إلى سلوكيات تمارس في الحياة.
أتذكر أني في أيام طفولتي شاهدت مسلسلاً خليجياً تدور أحداثه حول أسرة تتكون من ثلاثة إخوة فقط، اتفق فيه الاثنين الكبار على أن ينصبا على أخوهما الشاب الأصغر منهما عمراً ليسرقا نصيبه في إرث والدهم ففكرا بحيلة ماكرة حتى لا يتعلم ما له من حقوق فيطالبهما بالإرث لأن (العلم نور والجهل ظلام) لذلك أقعداه عن المدرسة وحبساه في غرفة ووضعا له خادماً يجلب له الطعام والشراب والحلويات وكانا يجلبان له أفلاماً كرتونية وقصصاً للأطفال وألعاباً إلكترونية ومنعاه من الكتب الثقافية والعلمية والتلفاز، والمذياع، والصحف، حتى لا يتعلم منها موضوع الميراث فيطالب أخويه بنصيبه ولكن المفاجأة أن هذا الأخ الصغير كان قد اتفق مع الخادم على أن يجلب له كتباً علمية وكان يخدع أخويه ويقرأ هذه الكتب ويخفيها عنهما تحت مرتبة السرير عندما كانا يزوراه مابين فترة وأخرى، وكان يوهمهما أنه ساذج وأن عقله أصغر من عمره وأنه لا يفقه شيئاً في الحياة، ولكن بعد فترة كشف لهما عن مرتبة السرير ليشاهدا الكتب المخبأة وواجهما بالحقيقة وأنه كان يتعلم خلسة، وبين لهما أنه كشف الحيلة الماكرة، وطالبهما بنصيبه في الإرث، والشاهد من سرد قصة هذا المسلسل وعلاقتها بموضوع المقالة أن متابعة المشاهير التافهين سيؤثر في النهاية على عقلية المتابعين “فالمرء كما جاء في الحديث على دين خليله فالينظر أحدكم من يخالل” فإن تابعت التافه سوف تستقي من تفاهته وتصبح تافهاً مثله وإن تابعت المخترع والمثقف والعالم ستتشرب وترتوي من علمه وقد تصبح مخترعاً ومثقفاً وعالماً مثله، فكل إناء بما فيه ينضح.
رحل محمد الشمري عن هذه الدنيا الفانية وسافر إلى الأخرة الباقية، وقد كُتِبَ عنه كل ما قدم وآثاره قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُواْ وَءَاثَٰرَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَىْءٍ أَحْصَيْنَٰهُ فِىٓ إِمَامٍۢ مُّبِين} وسوف يُجزى أبو فهد، على أعماله الصالحة، وسيلقاها في ميزان حسناته يوم القيامة، ولن يبث بعد ذلك أي فيديو، وانقطع عمله ولكنه خلف وراءه علم ينتفع به يملأ قناته في اليوتيوب وهذا ما جاء ذكره في الحديث الشريف عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”.
————————-
مستشار أسري واجتماعي
ماجستير خدمة اجتماعية
رحل محمد الشمري عن هذه الدنيا الفانية وسافر إلى الأخرة الباقية، وقد كُتِبَ عنه كل ما قدم وآثاره قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُواْ وَءَاثَٰرَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَىْءٍ أَحْصَيْنَٰهُ فِىٓ إِمَامٍۢ مُّبِين} وسوف يُجزى أبو فهد، على أعماله الصالحة، وسيلقاها في ميزان حسناته يوم القيامة
مشكور اباحسن،
أقول مستعيناً بالله العظيم رب العرش العظيم وأصلي
وأسلم على رسوله النبي الكريم سيدنا محمدصلى الله
عليه وعلى آله وصحبه وأهل بيته الطيبين الطاهرين، وبارك وسلم تسليماً كثيرًا أبدا.. اللهم آآآمييين ..
(لمثل هذا فليعمل العاملون)..رحم الله محمد الشمري رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، اللهم آمين..ويعلم الله ربي إني لم أتعرف عليه طوال هذه الفترة الزمنية والتي تابعت فيها بعض تغريداته
الهادفة والمؤثرة جداً فعسى ربي يجعله في عليين،، ويجمعنا به مع سيد المرسلين مع الشهداء والصالحين
وحسن أولئك رفيقا .. وإن هو قد أفضى إلى ما قدم فما نحن فاعلون؟هل سننتظر حتى الرمق الأخير لنقدم ما يحسن وضعنا في حياتنا الباقية؟؟؟
سلوا الله العفو والعافية والمعافاة الدائمة ولاتنسونا
في دعائكم فعسى الله أن يتجاوز عنا،،جزاكم الله خيرا