المقالات

مايصح إلا الصحيح

الصحيح جملة وتفصيلا هو الصراط المستقيم والأوامر والنواهي في الكتاب والسنة، ونسمع من حين الى آخر بيانات نزاهة مشكورةً؛ بإلقاء القبض على بعض الخونة ممن أوكلت لهم الدولة مناصبٌ أمنية أو إدارية أو خيرية لفسادهم المباشر بالمال العام أو لكونهم حوائطٌ بشرية؛ لحماية الفاسدين وذلك بإخفاء المعلومات وتغيير الحقائق والالتواء على الأنظمة والقوانين كافة، وحفظ المعاملات وكتابة التقارير التي تظهر الفاسدين بالصورة المشرفة التي يشار لها بالبنان، كما أشير لقارون قبل أن يخسف به وبداره. وهؤلاء المتآمرين هم الفساد الحقيقي الذي يستنزف المال العام ويطيل عمر الفساد؛ لتركهم هذا السفاح المالي ينمو لعدم منعه وإجهاضه، وهذه الإعوجاجات الدينية والوطنية هي كأس الخيانة الذي يجمع متعاطي الفساد بجلد الفاجر على الباطل وكأنهم على طريق الرشاد الذي رسمته الدولة.

وفي المقابل يوجد عجز لدى بعض الثقات الذين خارت قواهم النفسية وقيمهم ومبادئهم الدينية والوطنية بما لديهم من معلومات امتنعوا عن الإبلاغ عنها خوفاً من مواجهة من لا حصانة لهم (كائن من كان) علمًا بأن لا هيبة ولا قيمة لهم وسهل هدمهم مع تلك الحوائط البشرية التي يتكؤون عليها بمعول ولاة الامر بعزمهم الكبير وحزمهم الصارم؛ لهدم أصنام الفساد المالي والإداري ليبقى أهل الشرف والشغف.

وهنا وقفة لمن وُفق للإخلاص لدينيه ومليكه ووطنه {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}؛ لتبني إطلاق مبادرة وطنية متكاملة ضد الفساد وأهله للمواطن والمقيم (رجل الأمن الاول) بإقامة اللقاءات الاجتماعات التوعوية والأكاديمية، وورش العمل، والشراكات مع مختلف الجهات الحكومية الأمنية والإدارية والخيرية لمكافحة كل مظاهر الفساد وذلك باستنساخ المبادرة التي أطلقتها وزارة الشوؤن البلدية والقروية (مكافحة التشوه البصري) وماقامت به أمانة العاصمة المقدسة من جهود مبذولة؛ لنجاح هذه المبادرة بنشر التوعية والثقافة بين المواطن والمقيم وتفاعل جميع الجهات وأفراد المجتمع بالمساهمة؛ بإزالة وطمس التشوهات البصرية بجميع أشكالها فلماذا لا تطلق هذه المبادرة ضد (التشوه النزاهي)؟ والتي فيها استقامة الدين والدنيا وذلك برفع مستوى التأهب والغيرة الوطنية والمبادرة لدى المواطن والمقيم بالإفصاح عن مواطن الفساد وأهله بما لديهم من معلومات إما عن تجربة؛ أوتبادل معلومات مع الآخرين، أو ماينمو إلى علمهم ولكن لا يملكون الجرأة الكافية للإبلاغ أو تخوفهم، لأن لهؤلاء الفسدة سطوة ونفوذ مما يجعلهم متحفظين على مالديهم من معلومات..! ولكن بإذن الله وتوفيقه إذا أطلقت هذه المبادرة سوف تكون هي القشة التي تقسم ظهر البعير والنقاط التي توضع على الحروف والتي تحقق مصالح ومقاصد الدين والدنيا وتطلعات ولاة الأمر لحفظ الحقوق والمال العام من السفهاء الذين يهدرونه ويعبثون به بغير وجه حق ، فنحن أمام محكٍ ديني ووطني ونزاهةٌ مشروعة وواجبة فحقوق الدولة هي حقوقنا جميعا.

خاتمة:
قال تعالى في محكم كتابه الكريم:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ وقال تعالى:
({قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ} .
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى