المقالات

أين ذهب الصحن؟!

اخترت عنوان مقالي هذا عندما رجعت بذاكرتي إلى الوراء؛ مستحضرًا ذلك التجمع الحميم، ونحن نجلس على صحنٍ واحد، ومائدة متواضعة لا تتعدى الصنف أو الصنفين من الطعام الذي كنا ونحن نمد أيادينا له باللذة والمتعة..على يميننا الأب، وعلى يسارنا الأم وأمامنا أخواننا وأخواتنا.

رعى الله ذاك الزمان الذي صنع لنا الابتسامة الحقيقية، والسعادة الغامرة؛ التي أكاد أجزم أنها هي التي نأتي إلينا، ولا نذهب إليها..كيف لا تأتي هذه السعادة؟! ونحن في كنف الأسرة الواحدة التي هي نواة المجتمع، وأساس بناءه؛ وفي عصرٍ أم يلوث بطغيان التقنية والتكنولوجيا في عالم الاتصال التي نشهدها اليوم في الكثير من المجالس عبر استعراض رسائل الواتس آب وحسابات التواصل الاجتماعي.

كان الشيخ الكبير عندما يتحدث نحني رؤوسنا إصغاءً لما يقول، لأن التربية وزرع الخلق الرفيع كانت بمثابة الغذاء للروح؛ نعم الأب يربي والأم توجه والمجتمع يحفظ لنا مكانتنا التي نستحقها؛ كفتيان ينشأون فيه ليبنوا المستقبل فكرًا وعلمًا وعملًا.
أين ذهب الصحن؟! فعلًا عندما غاب الصحن ذهبت البركة في الطعام؛ لأن الذي لا يسمي قبل البدء في تناول الطعام، سيلاقي من التوبيخ أصنافه؛ حيث أصبحت التطبيقات الإلكترونية هي من يطعمنا ويشربنا؛ حيث تجد في الوقت الواحد أكثر من وجبة، وبأصنافٍ عدة من الطعام الذي يرمى في حاويات القمائم أكثر مما يؤكل منه؛ ناهيك عن تصوير سفرة الطعام في المطاعم والمناسبات دون مراعاة لمشاعر الفقراء؛ ومن هم حرموا من هذه النعمة، التي أسأل الله أن لا يغير علينا ما نحن فيه.
تتمة :
ألا ليت أيام الشباب جديدُ
ودهرًا تولى يابثينة يعودُ

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button