جاء كشف المتحدث الرسمي لقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العميد تركي المالكي خلال مؤتمره الصحفي يوم أمس بالأدلة القاطعة تأكيدًا للمؤكد عن ميليشيات الحوثي الإرهابية من انتهاكها للقوانين والأعراف الدولية، وتبعيتها وتنفيذها لأجندة حكومة الملالي الإيرانية وحرسها الثوري الذي يرعى مع تابعها حزب الله اللبناني الإرهاب في المنطقة للسيطرة عليها والهيمنة على مقدراتها.
وكنت استعرضت سريعًا، وبشكل مختصر في مقالي السابق تحت عنوان (اليمن: سبع سنوات عجاف) تطورات الوضع في اليمن منذ عودة حسين بدر الدين الحوثي متشبعًا بالفكر الصفوي من إيران إلى اليمن، وتأسيسه وقيادته لحركة “الشباب المؤمن” التي كانت نواة لحركة “أنصار الله” الحوثية، ثم تولى قيادتها بعد مقتله والده بدر الدين الحوثي وبعدهما يتولى قيادتها حاليًا عبدالملك بدرالدين الحوثي.
واستعرض العميد المالكي خلال مؤتمره مبادرات المملكة ودول التحالف المتعددة لتحقيق السلام في اليمن، والتي كانت تواجَه في كل مرة برفض حوثي مبني على رغبة ملالي إيران وحزب الله اللبناني المسيطِرَين على القرار الحوثي، وفي كل مرة تعمل المملكة على البحث عن حلول سلمية يفسر الإرهابيون ذلك بأنه ضعف منها، والحقيقة هي كما قال المتحدث باسم التحالف : (نحن لا نغضب، لا نغضب، لا نغضب، وإذا غضبنا أوجعنا).
واستمرأ الحوثيون ومرشدوهم من خبراء الحرس الثوري الإيراني ومن حزب الله اللبناني العبث بأرواح المدنيين بعد أن حوّلوا مطار صنعاء الدولي إلى مستودعات للصواريخ وقاعات لتدريب الإرهابيين وورش لتفخيخ المسيرات، واستخدموا مدرجاته لهجماتهم على الأعيان المدنية داخل اليمن وعبر الحدود باتجاه مدن المملكة المختلفة مما أدى إلى استشهاد عدد من السعوديين والمقيمين؛ نتيجة لهذا العبث، الذي كان آخره المقذوف العسكري الذي سقط على ورشة سيارات في محافظة صامطة نتج عنه استشهاد مواطن سعودي ومقيم يمني.
ولأن المدنيين والمنشآت المدنية خطٌّ أحمر، ولأننا كما قال العميد تركي المالكي إذا غضبنا أوجعنا، فقد كان الردّ خلال اليومين الماضيين مزلزلًا للحوثيين، حيث تم وبدقة عالية استهداف وتدمير المنشآت التي تم تحويلها في المطار من مدنيّة إلى عسكرية، من غير إضرار بالمنشآت التي بقيت على حالها مدنية لكي تبقى إمكانية تشغيل المطار ممكنة متى ماتم الاتفاق على ذلك.
كما استهدفت قوات التحالف تسعة مستودعات في معسكر التشريفات الذي نُقِلت إليه الصواريخ من ملعب الثورة بعد المهلة التي منحها التحالف لنقلها من هذه المنشأة المدنية.
التحالف وبالدليل القاطع فضح دور حزب الله اللبناني الإرهابي في تدريب الميليشيا الحوثية وتفخيخ المسيرات وإدارة الموقف، وكذلك دور إيران في دعمها بالخبراء وفي طليعتهم ضابط الحرس الثوري النافق حسن إيرلو الذي تولى القيادة الفعلية للميليشيا الحوثية في مأرب قبل إعلان وفاته، كما قامت حكومة الملالي الإيرانية بتزويد الحوثيين بالمسيرات والصواريخ المهربة منتهكين بذلك قرار مجلس الأمن الذي يمنع تزويد الحوثيين بالسلاح.
وكان التحذير شديد اللهجة الذي وجهه المتحدث باسم قوات التحالف لقادة الميليشيا الإرهابيين على قائمة الأربعين من قدرة التحالف على الوصول إليهم وأن عليهم أن يعدوا الأنفاس والخطوات في تحركاتهم بعد أن تمكنت قوات التحالف من اختراق الهرم القيادي الحوثي، وقامت بتوثيق مقاطع بالصوت والصورة لاجتماع ابوعلي الحاكم مع قيادي من حزب الله اللبناني، وكشفت معسكرات وورش تفخيخ الطائرات المسيرة للميليشيا في مطار صنعاء.
فهل استوعب الإرهابيون الحوثيون أنه آن الأوان للعودة إلى طاولة الحوار لتحقيق السلم والأمن لجميع اليمنيين وفق مبادرة المملكة التي لا زالت مطروحة على الطاولة، وأن قادة وخبراء الحرس الثوري وحزب الله لن يزيدون موقفهم إلا ذلّة وخسرانا، أم أنهم لا زالوا في حاجة لمزيد من الضربات المؤلمة وفق القانون الدولي الذي تلتزم به قوات التحالف لإيقاظهم من غفلتهم.
الخاتمة:
نحن نسامح ولا ننسى
نحن لا نغضب ،
وإذا غضبنا أوجعنا.