عصف بي ألم الحزن أسى وشجنًا؛ بمفارقة أخ حبيب أقرب إلى قلبي من حبل الوريد، اختطفته يد المنون، وهو الساكن المحظي بأفئدة من عرفه كاتبًا ماهرًا وشاعرًا مجيدًا.. وشفافًا في رقة مشاعره الباسمة بوجه مشرق عزيز .. أنعي اليوَم أخي الأستاذ/ حسن الظاهري رئيس تحرير مجلة “اقرأ” الأسبق بعد أن ضرب بالعمق نفسي ذلك النعي الذي أعلنه وعبر تويتر نجله الأكبر كابتن ممدوح برحيل والده إلى جنة الخلد بإذن خالقه سبحانه ووافاني بنسخة منه في وقت مبكر من اليوم.
رحم الله قامة صحفية هو بالنسبة لي أخًا لي لم تلده أمي أكثر من كونه صديقًا شفافًا جبل علي خلق رفيع ومصداقية وفاء نادر، وبمحبة متفانية لمن له صلة تربطه به. ستظل ذكراه جرحًا لا يندمل بسهولة؛ خاصة وأنه كان على تواصل معي.. دومًا يتابع صحتي بآمال وأماني الشفاء سواء عن قرب بتفضل زياراته عندما يكون هنا او البعد؛ حيث يستعجل مجيئى للقاهرة مكان إقامته الدائمة ..ومن دواعي القدر أنه كان أسرع سرج قدومه على العلن لمدينة جدة قبل أكثر من شهرين مثل كل موسم شتوي يقضيه في عروس البحر بين أهله ومحبية محفوفًا منا بكل التراحيب؛ بحكم تواصله معنا عبر الفيسبوك ومعي خاصة عبر الخاص لكنه أحجم هذه المرة عن العودة، كما قال لي فيما بعد خوفًا من كورونا التلاحم، وعدم التحكم في مسألة التباعد وسط مجتمع، جعل من العناق والمواساة لعزيز ساقه القدر بعد غياب واجب الأداء.. ولكن قبل أن يعود من خزينة شاعريته، ومقر إلهامه إسكندرية مصر العربية إلى وطنه صدمنا بقدومه إلينا محمولًا بغيبوبته على طائرة الإخلاء الطبي متعثرًا بين الحياة والموت؛ ليواجه أجله المحتوم بين أهله ومحبيه وأصدقائه وذوي القربى منه. فليرحمه الله رحمة الأبرار، ويسكنه فسيح جنانه والعزاء، كل العزاء لأكبر أبنائه ممدوح وأمجد وصغيرهم فهد وإخواتهم، ومن له صلة قربى به ولوسطنا الصحفي والإعلامي وكافة محبيه وأعظم أجرهم جميعًا بالمثوبة، وعوضهم بالصبر وحسن المقدرة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
0