المقالات

الفارق بين زمنين

▪️لكل زمان أناسه ومتطلباته التي تتغير بتطور الجنس البشري لتتواكب معطياته مع متطلباته ولتتشكل في قالب منسجم تبعا لظروف العصر و مقوماته.. وإذا ما تحدثنا عن تلك الفوارق بين حقبة زمنية ذهبت وأخرى نشأت، لم تكن مجرد اتصال معتاد أو تسلسل منطقي رتيب بل كان تحولا جذريا من التقليدية التي كان قوامها اليد والورقة والإضبارات التي تنوء بحمل المئات من الأوراق السرية وأخرى حسابية وثالثة وثائقية إلى التخزين السحابي، ومن المراجعات المضنية التي يتكبد خلالها الفرد العناء والاصطفاف والمراجعات تلو المراجعات في حين يطرق مسمعه(راجعنا بعد غدٍ) وهو إذ ذاك يستعد لأمد بعيد ينجز خلاله معاملته أو ينهي معاناته، تلك أمة قد خلت!!!

▪️وها نحن بين عشية وضحاها نتحول لعصر جديد قوامه التقنية ومقومه الشبكة العنكبوتية التي نقلتنا للتسارع المعرفي؛ سباقا نحو الفضاء أو إعمالا لأنترنت الأشياء أو تطويرا لآلة الروبوت لتقوم بما عجز عنه الإنسان أو لتكون عاملا فاعلا لاختصار الزمن أو مساعدا لإتقان المنجز أو تجويد كل ما يمت للميدان بصلة أو التحول للحوكمة في جميع القطاعات والأعمال، إنها الثورة التقنية التي خلقت تطبيقات تحاكي مفوضية تراجع عن الإنسان أو تجعله فيما يشبه الحلم لإنجاز ما يريد من موقعه دون أن يكلفه ذلك أي حراك.. إنها معجزة العصر ونقطة التحول لرؤية صُنعت في السعودية بعلو الهمة وفعل العزيمة وقوة الإصرار من لدن القائد الملهم والشاب الطموح المفعم بالشغف وروح الحضارة المشبعة بالانتماء والحب لتنمية الإنسان والمكان، ولي العهد الأمين الذي هو بمثابة سحابة غيث حولت الجدب لخصب، والتصحر لخضرة نضرة من خلال رؤية شاملة ومبادرات تستنطق الصمت بصوت ضخم أن: وراء كل عمل عظيم رجل عظيم!!.

▪️حقاً ..إنه عصر التحول الذي جعل من تلك الأكوام المتهالكة فيما يعرف بـ(العشوائيات) التي تعد قِذاً للعين بما تتضمنه من مناظر مشوهة وتراكمات مكدسة لتلوث بيئي إلى مدن ذكية ذات أنسنة جيدة وتخطيط يراعي المتطلبات العصرية كصديقة جاذبة صحية، تحت إدارة هيئة تطوير المدن لضمان حياة ذات جودة مستدامة.

▪️إنه الفارق بين فكر قديم يعنى بالتخطيط العمراني ككتل خرسانية صامتة، وبين فكر جمعي مستنير نتاج شراكة بين عدد من المتخصصين في التصميم والعمران والفن وعلم الاجتماع كفريق عمل ‏يتكامل لإخراج مدن حضارية تشع بالكمال الإنساني والجمال الوجداني كلوحة إبداعية تنمي الفكر وتثري الخيال وتوسع المدارك الثقافية إذ لم تغفل جانبا على حساب آخر ليتحقق من خلال مرافقها وميادينها وخدماتها ومناشطها التكامل الروحي الجسدي ناهيك عن المهاري العاطفي، إنه المعنى الحقيقي للمدن الإنسانية، والأنسنة المثالية!!.

▪️ولقد شد انتباهي أثناء سيري في شارع محمد بن جبير بالشوقية المتقاطع مع شارع أم المؤمنين زينب الهلالية- رضي الله عنها- الذي تم تطويره مؤخراً من قبل أمانة العاصمة المقدسة- تلك الجموع من العوائل التي وفدت للاستمتاع بما يضمه من مقومات لطالما انتظرها إنسان هذه الأحياء المكتضة بصفوف المباني التي تجاهلت متطلباته أو على الأحرى؛ قزمت تطلعاته نحو حياة تلبي طموحه وتواكب متطلباته وتشبع رغباته، وكأنما هو أول قطاف تلك الثمرة اليانعة من العطاء المتواصل للمسئولين في القطاع البلدي وهيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والهيئة الملكية لمكة المكرمة بلد القداسة والطهر؛ قبلة المسلمين ومنارة العالم .

▪️شكرا لكل من يعمل دون كلل أو ملل.. شكرا لكل مخلص أبي وفي لا يألو جهدا في سبيل رفعة شأن الوطن والرقي بمدننا لمستويات قياسية تحقق الأولوية في المعايير العالمية.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button