المقالات

عندما يكون الدين عائقًا للرقي والتقدم

الدين هو نظام ثقافي معين يتبعه معظم سكان العالم، وهنا في مقال عن الدين، سنلقي نظرة على مفهوم هذه الكلمة، بالإضافة إلى معرفة الديانات الأكبر في العالم.
لا توجد إجابة دقيقة عن وقت ظهور الدين لأول مرة، بالنسبة للعلماء فإن أول ظهور للدين يعد أمرًا مختلفًا فيه، أما للعامة فإن لكل شخص إجابته الخاصة به، على سبيل المثال يؤمن المسلمون أن الإسلام هو أول دين وجد على الإطلاق، فأول شخص عاش على الأرض هو آدم، وقد كان مسلمًا.
وأقدم الديانات الإبراهيمية هي اليهودية، والتي تتخذ من التوراة كتابًا مقدسًا لها، وهو كتاب أُنزل على سيدنا موسى، وعلى الرغم من أن اليهودية هي أقدم الديانات السماوية، إلا أنها الأصغر بينها، بحيث إن عدد المنتسبين لهذا الدين لا يتخطى 14 مليون شخص.

الإسلام لا يعارض العلم الصحيح، ولا الفن النافع ولا الحضارة الخيرة، وإنه دين سهل رحب مرن.. عليّ الطنطاوي. وأتمني أن يصل الدين إلى أهل السياسة .. ولا يصل أهل الدين إلي السياسة.. محمد متولي الشعراوي.
إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ ﴾ [آل عمران: 19].
﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85].

ويسألونك عن الإسلام، قل هو الدين الأزلي الأبدي، القديم السرمد، الجديد الخالد، الذي رضيه الله لعباده منذ عمروا الأرض إلى أن تقوم الساعة. هو السلسلة الذهبية المتماسكة الحلقات: أمسك بأحد طرفيها آدم أبو البشر وأول الأنبياء، وأمسك بطرفها الآخر محمد صلى الله عليه وسلم خاتم المرسلين، وقام الأنبياء والمرسلون صلوات الله عليهم فيما بينهما يمسك كل منهم بحلقة من حلقاتها، وهم إخوان متناصرون وأحباء متعاونون؛ يوصي أولهم بمتابعة آخرهم، ويدعو سابقهم إلى طاعة لاحقهم.. الشيخ أبو الوفاء محمد درويش.

أظهَرَ الإسلامُ الكثير من السّماحة في العبادات؛ حيث خفَّف على المريضِ الصلاة قائمًا، وراعى حالةَ المُسافرِ وتعبه حين أباحَ له قَصرَ الصلاةِ وجمعِها، ومَنَحَ الصائمَ غير المقتدر أعذارًا لفداء صيامه، أمَّا ما تدّعيه تلك النّداءات الزائفة؛ فهو من فعلِ أهل المُنكر؛ حيثُ يصفونَهُ بأنَّهُ دينٌ إقصائيٌّ يدعو للتّطرُّفِ والعنف، ويُعتَبَرُ من باب البُهتانِ والزّورِ والكذِب على هذا الدّين العظيم. والحق أن هناك ممن انتسب للدين الاسلامي، وهو يحمل العديد من الأفكار الشاذة والمتطرفة.. وهم من أساءوا للدين الإسلامي، وكانوا عائقًا للنهضة والتقدم.

ما بين الأصولية المتطرفة، والعلمانية المفرطة، والأفكار الوافدة فى عصر المعلومات والانفتاح المعرفي، وخطاب دينى منغلق لا يستوعب أحلامهم وأفكارهم ولا يلبى طموحاتهم، تظهر على الساحة بين حين وآخر بعض الممارسات الشبابية التى تتنافى مع صحيح الدين وأخلاق وعادات وتقاليد العرب والمسلمين التى تفردوا بها عن غيرهم من الحضارات منذ آلاف السنين. حسني كمال.
يقول الدكتور خالد عبدالنبى عبدالرازق، مدرس الحديث بكلية أصول الدين بالقاهرة: إن الشباب مرحلة تحتاج إلى العناية والتوجيه بأسلوب يتناسب مع طبيعة هذه المرحلة التى تميل إلى الاستقلالية والخروج عن العادات والتقاليد الموروثة عن الآباء والأجداد، والثقافات، ويعتبر الدين جزءًا أصيلًا ومنبعًا أساسيًا لثقافتنا، فالتدين الصحيح هو صمام الأمان الوحيد الذى يحفظ شبابنا من الانجراف إلى هذه الأفكار الغريبة، ويجب علينا تقديم النموذج البديل الذى يجذب الشباب إلى اتخاذه قدوة فى حياته وإظهار جوانب الحُسن فيه وتحفيزه على الاقتداء به فى جميع المجالات، كذلك يجب الكف والامتناع عن تشويه كل ما هو ناجح وإبراز جوانب القصور والعيوب، وتناول ذلك فى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة؛ حتى لا يفقد الشباب القدوة الصحيحة أو لا يعتبرها أهلًا للقدوة فيضطر إلى البحث عن البديل الغريب عنا وعن ثقافتنا وديننا، خصوصًا ونحن فى عالم انفتح فيه شبابنا من خلال أدوات التواصل الحديثة على كل بقاع العالم الذى أصبح فى متناول يده.
تعتبر قضايا التطرف والانحراف الفكري، والإرهاب، والغلو، والعنف، محل اهتمام العديد من المفكرين والإعلاميين والاجتماعيين والنفسانيين؛ نظرًا لما تطرحه من مخاطر على الفرد والمجتمع، فقد أصبحت المجابهة أمرًا ملحًا على الجميع. لذا تأتي هذه المداخلة بعنوان: أثر التطرف الفكري على الفرد والمجتمع (قراءة في الأسباب …وبحث عن طرق العلاج) لتجيب على جملة من التساؤلات أهمها: – ما هي الدلالات التي يحملها مصطلح “التطرف الفكري (الانحراف الفكري) والإرهاب في حق الدارس الحضاري؟ وماذا عن تاريخيتها في المجتمع الغربي عمومًا، والمجتمع العربي الإسلامي على وجه مخصوص؟ وما هي أسبابها ومظاهرها؟ وما دور التربية في معالجة ذلك؟.. ناجم مولاي.
وأخيرًا يستوجب على جميع الجامعات ومراكز البحوث العلمية والدراسات الوقوف على أسباب تلك الظاهرة التي تعد عائقًا امام الرقي والتطور في اي مجتمع تحل فيه؛ بل وبالًا عليه، ودمارًا لشبابه ومن ينتمي إليه.
-خبير استراتيجي ومختص في العلاقات التاريخية بين الدول-

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى