اللواء عبدالله سالم المالكي

معرض عمارة الحرمين الشريفين

من محاسن الصدف أن تهيَّأت لي الفرصة لزيارة معرض عمارة الحرمين الشريفين مع نخبة من أعضاء نادي “مكة” الثقافي الأدبي، وقد قُوبلنا ببشاشة المحيا وحسن الاستقبال من القائمين على هذا المعرض الفخم والمعلم الحضاري الرائع.
وقد حرصنا خلال الزيارة على إشباع نهمنا بما شاهدنا وسمعنا من معلومات قيَّمة عن هذا المُنجز التاريخي العظيم.
وحقيقة..إنني عاتبتُ نفسي حينما علمت أن هذا المعلم له عشرات السنين منذ افتتاحه، ولم يحالفني الحظ بزيارته إلا هذه المرة رغم أنه يقع في حي “أم الجود” بمكة المكرمة بجوار مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة.
وقد علمت أن هذا المعرض أقيم على مساحة إجمالية قدرها 1200 متر مربع، وقد روعي في تصميمه الخارجي التناسق مع النمط الإسلامي الفريد والطراز المميز لعمارة المسجد الحرام.
وحسب ما سمعنا من القائمين على المعرض أنه يشهد إقبالًا كبيرًا من ضيوف الحرمين الشريفين من أجل التقاط الصور التذكارية، وتوثيق المراحل التطويرية التي مرَّ بهما الحرمان الشريفان خلال العهد السعودي الزاهر.
ويُعنى المعرض بشكل خاص بالحرمين الشريفين والتطور الذي شهدته عمارتهما على مدى العصور، ويتكوَّن من سبع قاعات تشتمل على مجسمين للحرمين الشريفين، وعدد من المقتنيات المختلفة من مخطوطات، ونقوش كتابية وقطع أثرية ثمينة، ومجسمات معمارية وصور فوتوغرافية نادرة.
ومن مقتنيات المعرض التي شاهدناها: عمود من أعمدة الكعبة المشرفة الخشبية يعود تاريخه لعام 65هـ، وميزاب الكعبة المشرفة الذي عُمِل عام 1021هـ، وسلّم الكعبة المشرفة الخشبي الذي يعود لعام 1240هـ، وباب الكعبة المشرفة الذي صُنِعَ عام 1363هـ، والكثير من المقتنيات التي تصف وتحكي تطور عمارة المسجد الحرام والمسجد النبوي.
كما يحتوي المعرض على أهم الصور النادرة للحرمين الشريفين، ونسخة مصورة من المصحف الذي كُتب في عهد الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وأجزاء حقيقية من فوهة بئر زمزم، وبعضًا من أهم التحف التاريخية، ومجموعة من متعلقات الكعبة الشريفة.
والجدير بالذكر أن الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين تولي أهمية قصوى بتعقيم مقتنيات معرض عمارة الحرمين الشريفين، وسخرت كوادرها للعمل على تعقيم محتويات الأروقة والقاعات، وتنظيفها وتطهيرها مستخدمة أحدث أدوات التطهير المصنوعة خصيصًا للحفاظ على المقتنيات الأثرية والتاريخية، لما لها من مكانة خاصة، وما تمثله من قيمة لدى المسلمين.
رحلة ممتعة قضيناها في رحاب معرض عمارة الحرمين الشريفين، اشتملت على برنامج ممتع، بدأ بالاستقبال والتعريف بالمعرض ثم جولة تعريفية على أرجائه المختلفة، وانتهى بتوزيع هدايا تذكارية قيَّمة على الضيوف مودعين بمثل ما استقبلوا به من حفاوة وتكريم؛ وذلك ديدنهم عند كل زيارة مماثلة.

————————-

كاتب رأي ومستشار أمني

Related Articles

2 Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button