المقالات

قادة العمل الخيري

لقد قامت ولله الحمد رؤية المملكة العربية السعودية العُظمى 2030م على ثلاثة أسس رئيسة منها: (مجتمع حيوي) فبعد أن دُعيتُ لحفل المبادرة الذي جمع الكيانات الخيرية احتفاء بتدشين مستشار خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، فرحتُ بهذا الجمع المبارك في مكة المكرمة، ووجود مبادرة مجتمع حيوي بين جمعياتها وجهاتها الخيرية؛ لتحمل معاني التشاركية المؤسسية والتنموية، ولثقل مملكتنا العُظمى ومكانتها الدينية والتاريخية والسياسية بين دول العالم نجدها تقدمت بمسافات طويلة على كثير من الدول أمثالها؛ وخاصة بالجانب الإنساني والمدني الحضاري، والسبب هي تلك الشراكة الوثيقة بالترابط النفسي والمعنوي بين القيادة والشعب والتي بُنيت على أساس متين من القيم والمبادئ ومكارم الاخلاق.

ولكي نحافظ على هذا الإرث الخيري الوطني يجب تصحيح المسار الخيري والمحافظة على سمعته بجميع المجالات؛ لتزداد ثقة المجتمع بهذه الجمعيات، وتحقق أهدافها الخيرية والوطنية المدعومة من الدولة معنويًا وماديًا.

فلذلك يجب الاهتمام باستقامة الكوادر العاملة بهذه المؤسسات سواء كانوا متطوعين أو بأجر مالي. فهذه أعمال ذات قيم ومبادئ فطرية ومكتسبة تنبثق من مكارم الأخلاق منذ الجاهلية؛ حيث كانت السقاية والرفادة بمكة المكرمة حتى جاء النور الإسلامي وزيَّنها بالكمال والتمام من الكتاب والسنة.

ولقد كان لها الشأن العظيم في الجاهلية قيادةً وزعامة، ولا يقودها إلا من هم أهلٌ لها، وللأسف الشديد يُسمع وينمو للعلم عن بعض التصرفات الشاذة غير المتزنة عن بعض القيادات والإدارات الفردية أو الجماعية لهذه الجهات والتي تقوم للأسف بإدارتها من أبراج عاجّية مزخرفةً بالعظمة والنرجسية حتى إنهم من شدة الغطرسة والسيطرة يعتقدون بأن هذه المؤسسات ملك لهم ويحق توريثها..! ولهم الحق بالتصرف بكل ما تحتوي من الرجال والمال والممتلكات بموجب ما يوافق رغباتهم البعيدة كل البُعد عن النظام الإداري والمالي الذي رسمته الدولة لهذه الجهات خاصةً يوم تكون السيطرة على بعض الأعضاء والموظفين من مواطنين ومقيمين فيحرَكون؛ وكأنهم دمى بيدي مهرج وممثل يتلاعب بهم بموجب مصلحته، وهم بعيدون كل البُعد عن الهدف الخيري المستقيم، بل يكونون تحت قيادةٍ إعلامية مزيفة تحت شعار (الكم) و(الكم) فقط؛ لطمس الحقائق والواقع المخالف بما يقومون بعرضه إعلاميًا.

ولكن بفضل الله -عز وجل- لا تخلو هذه الجهات من رجال الشرف والشغف والعلم والمعرفة والحكمة الذين لا يرضون الدنيئة في دينهم من كائن من كان؛ فيصدعون بالحق ويقفون كعلمٍ في رأسه نار غيرةً منهم على البلاد والعباد والمال العام أمام هذه التيارات الفاسدة المتلاحمة بقيادة وسلطة (مهبول وأعطى عصا) يلّوح بها ضد جميع الجهات والأفراد الذين يدعون للمبادئ والقيم واستقامة العمل الخيري.

فمن هنا يجب أن يكون لمبادرة (مجتمع حيوي) دورًا بارزًا بالاهتمامِ بالشباب وإعدادهم مؤسسيًا للقيادة والإدارة بعد دراسة ميولهم النفسية؛ ليكونوا حراس فضيلة يساهمون بالمحافظة على هذه الجمعيات والجهات الخيرية الوطنية.

خاتمة:
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. الله يجزيك الخير ..وكلام في محله..والحمد لله كل واحد ينادى باسمه ..وانت معروف عنك حب الخير والعمل به..وفقك الله لماتحبه وترضاه..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى