العظماء باقون، وإن تواروا أجسادًا فهم خالدون، وإن غابوا عن أنظارنا فالقلوب لهم السكن والعرش.
علي الهويريني قامة من قامات المملكة العربية السعودية، ورأس من رؤوس الفكر الإنساني.
ذاع صيته بإنسانيته الغالبة عليه في تحليلاته وتصوراته للإنسان مهما كان.
وانتشرت مقاطعه برؤاه السابقة لزمانه، وغردت أحاديثه عابرة لبلاده وبلاد الجزيرة العربية إلى آفاق بعيدة؛ لأن عليًا علي بأطروحاته محلق برؤاه وفكره؛ وكأنه أفق بذاته.
علي هذا كتاب بذاته يحتاج لسبر أغواره.
هو شاعر بخطابه الإنساني، وهو فيلسوف بامتياز سئل عن السعادة وأين تكمن وما صورها؟ فقال: يأتي هذا الإنسان الحياة الدنيا باكيًا صارخا منذ أن يُلامس جسده الأرض ثم يودعها والناس عليه باكية، وهذه عبارة فلسفية ذات عمق وأبعاد لا يدركها إلا من ذاق الفلسفة وغاص في أعماق الهويريني.
الهويريني امتاز مع عُمق التحليل وفلسفة الطرح والتزامه هويته وثقافته بسلاسة العرض وواقعية السرد مع تحليل الفكرة، إنه ليس ناقلًا أو مجرد حافظ بل محللًا ومضيفًا لآراء جديدة.
إن شخصيتنا التي فارقتنا ذات استقلالية في نمط العيش والتفكير، وهو شخصية نأت بنفسها عن التجاذبات السياسية أو الحوارات التي لا يقصد منها بلوغ الصواب وإنما المناكفات.
علي الهويريني يودع اليوم جمهوره في المشرق والمغرب، وقد ترك مئات ومئات من الأطروحات والرؤى، والتي تحتاج إلى دراسات عنه في الماجستير والدكتوراة.
هو سعودي الجنسية لكنه أيضًا هو عالمي الفكر فلم تخسره السعودية فقط.
لعله بعد رحيله يتم تنظيم ندوات عنه في بلاده وخارجها من قبيل علي الهويريني مفكرًا والهويريني فيلسوفًا والهويريني واستقلالية الفكر إلى غير ذلك مما امتاز به واشتمل عليه.
————————-
عضو مجلس الدولة بسلطنة عُمان