المقالات

التمريض ولا القبالة؟؟

سؤال أصبح يتردد على مسامعنا من الأفراد والوزارات والهيئات واللجان، وحتى من بعض طلاب المدارس الذين يرغبون في اختيار مسار تعليمي للدراسة والتخصص، وتتمحور الأسئلة هل التمريض أفضل أم القبالة؟؟ أيهما أفضل في الممارسة؟؟ أيهما أفضل في الدراسة؟؟ أيهما عليه احتياج في سوق العمل؟؟ والأسئلة جميلة ومهمة؛ حيث إنها تعكس الحرص في طلب الوعي بالكوادر الصحية التي تعنى بصحة الفرد والمجتمع.

والحكمة أن نعرف ما دور كل تخصص في المنظومة الصحية، ومهام الممارسة الإكلينيكية التي تصب في تجويد الخدمات الصحية، ونبدأ بالتمريض حيث يشكل أكبر كادر صحي في المنظومات الصحية. كوادر التمريض تساهم في العناية بالمرضى، وتثقيفهم صحيًا بكل فئاتهم من بالغين رجال ونساء وصغار وكبار السن. يرتكز التمريض على الحالات المرضية الأولية والثانوية والحرجة، وما بعد التعافي، ويعتبر تخصص التمريض عامًا، ويتطلب خلال دراسته الإلمام والمعرفة بمجالات متعددة مثل: باطني، جراحي، ونساء وتوليد وعناية حرجة وعمليات وغيرها، ويمكن للخريج من اختيار مجال التخصص بعد التخرج ومن ضمنها القبالة.

أما القبالة فتخصص يرتكز في تقديم العناية بالأم والمولود خلال فترة الحمل، وخلال الولادة وما بعدها. وتتضمن القبالة خلال الدراسة الإلمام بالولادة الطبيعية الآمنة، وبدون تدخلات، وممارسات طبية وإجرائية مثل: قص العجان وغيرها.
الدرجات العلمية متعددة في كلا التخصصين من فني وأخصائي واستشاري وكل درجة تتطلب استيفاء متطلبات دراسية محددة، فمثلًا أخصائي تمريض والقبالة متعارف أنه يتطلب دراسة أربع سنوات دراسية وسنة امتياز تدريب. ويتوفر لكلاهما دبلومات مهنية ودراسات عُليا. تخصص التمريض يتوفر للرجال والنساء على حد سواء، ولكن القبالة يُتاح للنساء فقط في الكثير من البلدان لخصوصية التخصص.
نظام التعليم الأمريكي بشكل كبير يركز على تدريس التمريض، ويعتبر القبالة تخصصًا من تخصصات التمريض. أما دول أوروبا يتاح لديها تدريس التمريض والقبالة كتخصصات منفردة، ولكل نظام تعليمي له أسبابه وتوجهاته الاستراتيجية التي يطول شرحها.

وفي رأي لا يوجد تخصص أفضل من تخصص كما هو الحال في أي تخصص، والذي يحكم الاختيار هو الرغبة في التخصص ومدى المعرفة فيه، والتميز والفرص الوظيفية المتوفرة بعد التخرج في سوق العمل. البعض يميل إلى التمريض؛ لأن فرصه الوظيفية قد تكون أكبر لتوسع مجالاته بالمستشفيات والمراكز والطوارئ، والمدارس والمصانع، والعسكرية؛ فيٌتيح فرص للتوظيف حسب الاحتياج والنقص في الجهات الوظيفية، والبعض يميل للقبالة؛ حيث إنه يرتكز على مجال صحة الأم والمولود مما يتيح المعرفة بالتخصص من البداية، وله كينونة الخصوصية في الممارسة.

حاليًا الوطن في حاجة للتخصصين لسد الاحتياج في سوق العمل، ومن الطبيعي أن نجد تفاوتًا في نسب التوظيف بينهما بناء على الطلب والحاجة في سوق العمل المحلي والعالمي.

التخصصان فيهما من التباين والترابط بحيث أحيانًا لا يعرف البعض الفرق بينهما، ويتطلب المعرفة لمعرفة حدود التشابهة والاختلاف. ومن الجدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية حددت عام ٢٠٢٠ عامًا خاصًا بالتمريض والقبالة، وأكدت على أهمية التخصصين؛ لتطوير وتحسين الخدمات المقدمة.

وبلا شك وإلى وقتنا هذا يظل الوطن في حاجة لتوطين هذه المهنتين؛ لذلك نحتاج لوضع خطط مدروسة ومستمرة بأيدي المسؤولين في القطاع الصحي، ويظل الاختيار بين التخصصيين متاحًا لأبناء الوطن بعد المعرفة والاستخارة والتوفيق من الله.

—————————

عميدة كلية التمريض بجامعة الملك عبد العزيز بجدة

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button