عند الحديث عن الإعلام والتعريف به لابد أن أذكر مقولة المفكر الاتصالي “فيرنان تيري” عندما عرفه (بأنه نشر الوقائع والآراء في صيغة مناسبة بواسطة الألفاظ أو الإشارات أو الصور، وبصفة عامة بواسطة جميع العلامات التي يفهمها الجمهور)؛ فهو يُخاطب عقلية الشعب وروحه وميوله وكذلك اتجاهاته، فيستطيع أن يؤثر فيهم، فدوره الأساس هو تثقيف وتنمية الوعي لدى الجماهير بُمختلف الأمور التي تتعلق بالمؤسسة أو المنشأة من خلال تغذيتهم بالمعلومات والحقائق وآخر المستجدات؛ بالإضافة إلى جمع وتخزين ومعالجة ونشر الأنباء والبيانات والصور، والحقائق والرسائل والتعليقات المطلوبة من أجل فهم الظروف الشخصية والبيئية؛ الأمر الذي يجب أن تتفطن له إدارة المراكز الإعلامية المؤسسية؛ وذلك بالحرص على التواصل المستمر مع جماهير المؤسسة، والتعامل بحزم وجدية مع كل ما يُنشر في شبكات التواصل الاجتماعي؛ بهدف صناعة صورة ذهنية ونمطية مميزة للمؤسسة، ومن النماذج الفريدة من نوعها والمُلهمة لغيرها، هو ما تقدمه إدارة المركز الإعلامي بنادي الاتحاد السعودي، من خلال دوره الحازم والسريع في الرد على الشائعات التي تستهدف استقرار المؤسسة الكروية بإصدار بيانات رسمية على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى التواصل المستمر مع الجمهور بمواكبته للأحداث وتقديمها له في صورة مُحفزة ومُشجعة، ويتضح ذلك في الأعمال القصيرة التي يحرص على العمل عليها بعد كل مباراة، ولنا في الفيلم أو الفيديو الذي تمَّ إنجازه بعد مباراة الاتحاد والنصر في وقت قياسي، وتحقيقه لأكثر من (15) مليون مشاهدة في وقت قصير، هو دلالة على مدى أهمية وقيمة هذه الأعمال لجماهير المؤسسة؛ فمثل هذه الأعمال والتي تُظهر مدى قُرب الإدارة من اللاعبين ومدى التماسك والترابط الواضح بين منسوبي النادي؛ من خلال احترام اللاعبين لقرارات المدرب والعمل الإداري، ومن تقدير الإدارة لما يقوم به المدرب واللاعبون من جهد وعمل، هو أكثر ما كان يحتاجه الفريق في الفترة السابقة، خصوصًا بعد سنوات عجاف مرت على النادي كانت مليئة بالأحداث والمشكلات المؤسسية، والتي كانت تتصدر وتتغذى عليها الصحف والبرامج، فدثر هذه الأمور وإخفائها من الأمور التنظيمية والإدارية التي تحتاجها هذه المؤسسة لتواصل مسيرتها، في تحسين الصورة الذهنية والنمطية التي كانت راسخة عن هذه المؤسسة واستبدالها بصورة تعكس مدى جمالية البيئة المؤسسية فيها، هو أمر يساعد على زيادة ارتباط الجماهير بالمؤسسة التي ينتمون لها؛ الأمر الذي يجعل الجمهور يستشعر أهمية دوره، من خلال حضوره ودعم الفريق ماديًا بشراء التذاكر المخصصة للمباراة، ومعنويًا بتشجيعه للفريق باستمرار، كما أن مثل هذه الأمور الإيجابية والمميزة تكون مشجعة ومُغرية للاعب عندما يفكر في الانتقال من فريقه لفريق آخر، حتى وإن كان قيمة العقد المُقترح من قبل الفريق الذي يود الانضمام إليه، أقل من قيمة العقد المُقدم من فريقه السابق؛ وهذا ما أكدته بعض الدراسات العلمية الإدارية، بأن الموظف على استعداد أن يتنازل عن جزء من ما يتقاضاه، مُقابل أن يكون في بيئة مؤسسية جاذبة ومُميزة ومُريحة خصوصًا وإن كان في بيئة عملية طاردة ومُنفرة تتبع البيروقراطية في عملها.
1
الله الله موضوع جميل ورائع وشيق ويارب ويااارب وياااارب يفوز الاتحاد بالدوري لأنه فريق رهيب وشكرا للكاتب على هذا المقال الرائع