د. جرمان الشهري

مسرحية أمريكا والغزو الروسي لأوكرانيا

هناك في الزمن الغابر، وفي العصر الحجري، كان هناك مجتمع من الذكور العنيفة والمتصارعة لأي أسباب تافهة، ولاختلافات المصالح واختلاف الأعراق بالرغم من تشاركهم في الأرض، كان بعضهم يخطط لبعض لاستدراجه وإيقاعه في فخ الإدانة؛ ليتمكن هذا الفريق المخطط من الهجوم على الفريق الثاني بمبررات مبنية على الغدر، وعلى التشجيع للوقوع في الفخ، فكان الفريق المخطط يعلن جهرًا، ويقول بأن الفريق الآخر يهدف إلى الاعتداء ولكنه ينتظر الفرصة المناسبة، ثم يزيد فيرسم له خطة الهجوم، ويذكر له الأهداف المتوقعة من الهجوم، ويوضح أهمية تلك الأهداف لدى المهاجمين للاستفادة من السيطرة عليها، وهكذا تحرش وتحريش، وتسهيل لإشعال فتيل الحرب بين الفريقين ..
أقول هذا الوصف الغابر في الزمن السحيق بعد أن ذكرتني الولايات المتحدة الأمريكية بهذا الإجراء، فيما تعمله الآن مع روسيا بشأن أوكرانيا ..
فأمريكا تستفز روسيا، وتؤكد أن الغزو الروسي لأوكرانيا بات قريبًا من التنفيذ، بالرغم من تطمينات روسيا لهم بأنه لا نية لديها لغزو أوكرانيا، أمريكا تتعلل بالحشود الروسية على حدود روسيا مع أوكرانيا، وروسيا تقول حشودنا على حدودنا حق سيادي، ونحن على أرضنا ولم نهدد أحدًا، ولن نُحارب أحدًا، أمريكا حشدت من طرفها حلف النيتو سياسيًا وإعلاميًا وعسكريًا بحجة لن نتخلى عن حلفائنا في حالة الغزو الروسي لأوكرانيا، وروسيا متمسكة بموقفها بعدم الغزو وبحماية حدودها، العالم يشاهد هذه التجاذبات المتوترة بين الطرفين، ويترقب النتائج، فالنتائج لا تخلو من أهداف استراتيجية كبرى، ومع ذلك أمريكا تلوح بالخيار العسكري تلويحًا أقرب للتصريح بأن الحرب قادمة لا محالة، فهل ستنطلق الطلقة الأولى، وتبدأ ساعة الصفر لاندلاع حرب عالمية جديدة؟
أم أن المسرحية ستنتهي بمجرد إسدال الستار على الفصل المخفي من المشهد، والذي يريد الغرب تنفيذه احتجاجًا باحتمالية الغزو الروسي لأوكرانيا؟!
لننتظر ونرى ماذا ستتمخض عنه الأيام القادمة من نتائج !!

د. جرمان أحمد الشهري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى