المقالات

صحيفة “مكة” الإلكترونية ١٣ عامًا حققت نجاحًا كبيرًا

خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان، وخلق معه غريزة حب الاستطلاع، والبحث والتطلع لمعرفة كل ما هو جديد في الحياة، من أجل الاطمئنان إلى البيئة التي يعيش فيها، داخليًا وخارجيًا.
ومنذ وجد الإنسان، وعرف اللغة والكلام، نشأت عنده حاجة لأن يقول للآخرين ما يعمل، وما يفكر فيه، ويعرف منهم، كذلك ما يعملونه، وما يفكرون فيه، لأن طبيعة الإنسان الاجتماعية، تجعله يهتم بما يدور حوله، ولا يستطيع الحياة وحده، فكان لابد من إيجاد وسيلة للتعبير عن آرائه، وآماله وآلامه وحاجاته إلى غير ذلك.
ومن هذا المنطلق نشأت الصحافة بمراحلها المختلفة إلى أن تطورت، وصارت لها الكليات والأقسام داخل الجامعات العالمية ليلتحق إليها، ويتأهل فيها من أراد ممارسة مهنة الصحافة.
وما دمنا نتحدث عن هذه المهنة العظيمة، فإن المملكة العربية السعودية اهتمت بالصحافة في جامعاتها والمؤسسات الصحفية، وتخرج منها جهابذة في عالم الصحافة برزت أسماؤهم، وجعلوا الصحافة السعودية في رونق وجمال، تقدم الأخبار والقضايا بصورة كاملة في مصداقية وأتم مهنة.
وما أن جاءت التكنولوجيا الحديثة، وحملت إلينا المنصة الإلكترونية، وصار العالم في تقارب في كل لحظة، كقطعة صغيرة في قبضة اليد جاءت فكرة اختراع الصحافة الإلكترونية لتقطع شوطًا كبيرًا في تقديم المعلومات في أقل لحظة بدلًا من الصحافة الورقية التي كانت سنوية أو شهرية أو أسبوعية أو يومية.

فنظرًا لمكانة مكة المكرمة في نفوس المسلمين جميعًا؛ حيث هي قبلتهم، ومأوى أفئدتهم، ومهبط وحي ربهم على نبيهم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، ظهر على الساحة الإعلامية السعودية، إسم مفكر من المفكرين والمثقفين السعوديين، يُدعى عبدالله بن أحمد الزهراني، قام بإنشاء صحيفة إلكترونية تحمل اسم (صحيفة مكة الإلكترونية)، وفعلًا تم الأمر بتوفيق من الله ثم بعزيمة الشباب، ومع إنشاء وزارة الإعلام إدارة النشر الإلكتروني، حصلت صحيفة مكة الإلكترونية على ترخيصها فكانت من أوائل الصحف الإلكترونية المرخصة في المملكة.

انطلقت الصحيفة في شهر رجب 1430هـ الموافق 2009م، وتم إسناد رئاسة التحرير إلى الإعلامي السعودي البارز، والكاتب المبدع، ذو الهمة العالية، صاحب الرؤية الثاقبة، الزميل الأستاذ عبدالله بن أحمد الزهراني -حفظه الله-.

استطاع الأستاذ عبدالله الزهراني مع قلة الوقت وكثرة الانشغالات أن يكرس حياته الشخصية في خدمة الصحيفة ليلًا ونهارًا، وأنا شاهد في ذلك أثناء برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للحج عام ٢٠١٩م؛ حيث كنت ضمن الضيوف، فكان يقف – حفظه الله- على نقل الأخبار شخصيًا سواء المرئية أو السمعية أو المقروءة، كل ذلك في خدمة الإعلام السعودي، وإبراز جهود حكومة المملكة التي تقدمها لضيوف الرحمن، عبر صحيفة “مكة” الإلكترونية بتواضع واهتمام بالغ.

فاليوم إذا كنا نعيش الذكرى ١٣ لتأسيس صحيفة “مكة” الإلكترونية نقول: إن ما تم إنجازه في فترة وجيزة من هذه الصحيفة إنما بشعور رئيس تحريرها أهمية المسؤولية، ومكانة الصحيفة، وهي تحمل اسم بقعة من أحب البقاع إلى الله، ثم بخبرته الإعلامية التي جعلته يتعامل مع الكتَّاب والباحثين بأمانة وصدق ووفاء، وأصبحنا نشاهد في صحيفة مكة الإلكترونية، جميع الفنون الصحفية، بما في ذلك التقارير المرئية من داخل وخارج الوطن والتي تبرز جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين على الصعيدين المحلي والدولي.
ولا ننسى كذلك موقف القيادة السعودية الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- ثم بمؤازرة أمير منطقة مكة المكرمة مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير خالد الفيصل -حفظه الله-. في تشجيع شباب الوطن ومن بينهم رواد الأعمال، إذ يُعد الإعلامي عبدالله الزهراني من رواد الإعلاميين في الصحافة الإلكترونية السعودية، وكانت صحيفة مكة الإلكترونية هي الأولى التي تحمل اسم مكة المكرمة، وتمثل الإعلام الجديد في المنطقة، فحظيت باهتمام المجتمع والمسؤولين بوجه عام، وفازت بجائزة وزارة الحج والعمرة الإعلامية، لثلاث مرات متتالية، كما فازت بجائزة أفضل مقال صحفي في الجائزة نفسها.

————————————————
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button