المقالات

المنطقة الرمادية بين “نعم ولا”

بين “نعم ولا” يرتسم خط فاصل تتسع فيه المنطقة الرمادية عابثة بالرأي الأعمق الذي يُحالفه الاستفهام وخيبات التردد، وآراء متلاطمة؛ لنكون بشكل أكبر في منطقة مموجه تتأرجح غِلظة بين “نعم ولا”.
تستلهم رأيها من ملاحظةِ مرة أو تجربة مرة، أو مقولة مفكر مرة، ورأي صديقه مرة واستشارة آخر مرة؛ لتبقى المنطقة الرمادية منطقة آمنه للإبحار بهدوء في محيط ساكن؛ لتستلهم الإجابة بكل حذر وتأكيد له بعيدًا عن ضبابية الرأي.

فما هي المنطقة الرمادية..؟
ومتى تستحوذ على اتجاه الرأي..؟
وإلى متى تمتد إقامتها …ومتى تنتهي …؟

المنطقة الرمادية هي مساحةٌ مجهولة يسكن فيها التيه والرأي الذي لم يجد مصيره المتضح بين “نعم ولا”.
منطقة سوداء قد تطول فيها مدة الإقامة على حسب أهمية الموضوع، وعلى حسب كذلك شخصية صاحب الرأي الذي خنقته أصداء “نعم ولا”.
قد يراها منطقة آمنة لِسكونه فيها، ولكن إذا طالت فيها مدة الإقامة قد تسبب له وحشة الإطالة، وفقر الرأي الذي يجعله قاب رأيين أو أدنى.
وقد يكون المسبب الأول لمكوثه فيها أو ارتطامه بها الضعف الذاتي، وضعف التوكل على الله.
ولاضطراب الشخصية دور آخر في اختياره هذه المنطقة كحذر شديد من أمر ما، أو مخاوف مضاعفة من مصير مجهول أو نتائج كبيرة مبنيه على قوة القرار.
-عدم معرفته لذاته وماذا يريد ..
-وعدم اهتمامه بالنتائج أو بالموضوع ذاته.
ومن يهتم بذاته، ويرى أن المنطقة الرمادية تُعد إشكالًا يُشل عملية التقدم؛ فعليه أن يبحث عن الأسباب والمسببات والآلية الخاصة في القضاء عليها معتمدًا في ذلك على الاستقصاء، والبحث في الموضوع بشكل جاد، واستشارة أولي الأمر الذين لهم باع طويل في الحقائق، والدراسات المصيرية، والتي تقضي على الرأي الهش.
وإعداد مخاض جاد للقرارات الناضجة لفكر واعٍ استهل بميلاده تحت نور المخاض الأول وفي وقته المناسب بعيدًا عن التردد والهشاشة والضعف الذي بللته كثرة الآراء المزدوجة، والتي لا تغني ولا تسمن من جوع.
-العمل على زيادة الثقة بالنفس؛ وذلك بكثرة القراءة والمبادرة المستمرة في طرح الآراء على الطاولة الميدانية.
-رسم الهدف بريشة فنان ..والاهتمام بالتنفيذ المبكر.
-الإصرار والذي يصنع النجاح في كل خطوه تتمنى تتويجها.
“المواجهه وعدم الهروب”؛ فهذه عملية جريئة وشجاعة لبناء لبنة ذاتية في إعداد الذات المستقبلية.
وشيء فشيء تتلاشى المنطقة الرمادية من كونك؛ لتصبح أنت صاحب القرار الأقوى دومًا؛ فكن أنت هذا الشخص، واصنع قرارك واستقرارك بإرادتك نحو النجاح وإدارتك للأمور، وتوجيه آرائك إلى المتون الحافلة بالأثر.
كن بخير .

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button