المقالات

يوم التأسيس..رسالة للاعتزاز بالماضي والانتماء للقيادة د.صلاح بن سالم باعثمان

د. صلاح باعثمان

تُمثل الذكريات التاريخية في حياة الشعوب سجلًا يوثق الأحداث عبر الزمن فنستعيد، من خلاله انتصاراتنا ومكاسبنا، ونرتبط فيه بالشخوص الذين كان لهم الأثر في وضع اللبنة الأولى لحضارتنا التي امتدت عبر ثلاثة قرون، وإن الاحتفال والفرح بالمآثر يجسد روح الانتماء للوطن، ويعبر عن المشاعر التي نحملها لهذا البلد، ولو تصفحنا التاريخ لوجدناه يحدثنا عن ابتهاجات المسلمين وفرحتهم في استقبال العائدين من الانتصارات والغزوات، ولقرأنا وصف التجمعات الشعبية التي يعقدها الرسول الكريم والخلفاء من بعده، وهم يحدثون العامة بأخبار الأبطال وقصص الفتوحات، وستظل هذه الروايات في تاريخ الإسلام هي الأساس المؤصل لاحتفالنا بمآثرنا وتاريخنا؛ لأنها منهج بهيج يملأ النفوس فخرًا وعزًا، ولقد كان صدور المرسوم الملكي بالاحتفال بيوم تأسيس المملكة العربية السعودية نابعًا من حكمة القيادة السياسية في بلادنا -حفظها اهسي- بأن ينشروا البهجة في قلوب أبناء شعبنا بالاعتزاز بجذورهم التاريخية والانتماء لقادتهم الذين وحدوا هذا البلد أرضًا وشعبًا، فمن ثلاثة قرون وضعت اللبنة الأولى لهذه الدولة التي كتب لها القدر أن تكون أهم دولة في المنطقة العربية وتعالى شأنها حتى أصبحت دولة ذات تأثير في العالم أجمع، وقد اكتسبت مكانتها بما أودع الله فيها من مقدسات تهوي إليها أفئدة الناس من جميع العالم، وما أودع الله فيها من خيرات جعل الناس تأوي إليها ليشهدوا منافع لهم، وما تميز به قادتها من حكمة جعلها بلد الأمن والأمان، لقد كتب ملوك هذه الدولة تاريخها على أرض الواقع حضارة وثقافة وعلمًا، وأصبحت مملكتنا بفضل الله تعالى، ثم بفضل ملوكها دولة حديثة يُشار لها بالبنان. إن مرسوم مليكنا بالاحتفال بيوم التأسيس يُمثل رسالة لأبناء شعبنا العظيم بأن يعتزوا بماضيهم المجيد ويؤمنوا بحاضرهم الزاهر، كما يعزز قيمة الانتماء إلى وطن وقادة لا يطالهم النسيان؛ لأنهم بنوا مجد الوطن حتى وصل إلى ما هو عليه الآن من ازدهار في عصر سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهد الأمين الأمير محمد بن سلمان. إن إيماننا بأن هذا الوطن سيبقى على القمة هو نابع من ثقتنا بقيادتنا وثقتنا بأن الأجيال القادمة تعتز بجذورها، وتعرف قيمة مكتسباتها، وما وصلت إليه بفضل الله وبفضل قادتها.
أسأل الله تعالى أن يُديم علينا عزنا وفخارنا، وأن يديم علينا قادتنا، وأن يوفقهم لكل ما هو خير.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button