حمد الكنتي

عَلَى مَاذَا تَسْتَيْقِظُ اَلسُّعُودِيَّةُ ؟

تَسْتَلْهِمَ مَمْلَكَتَنَا اَلْعَظِيمَةَ مِنْ جُذُورِهَا اَلتَّارِيخِيَّةِ اَلرَّاسِخَةِ قُوَّتُهَا فِي اَلْمُضِيِّ قُدُمًا نَحْوَ اَلْمَزِيدِ مِنْ اَلْأَمْجَادِ اَلَّتِي يَسْتَيْقِظُ عَلَيْهَا اَلشَّعْبُ اَلسُّعُودِيُّ فِي كُلِّ يَوْمِ وَهُوَ يَسْتَلْهِمُ مِنْ تَنَوُّعِهِ اَلثَّقَافِيِّ ثَرَاءَ اَلتَّشَارُكِ ، وَجَمَالَ اَلتَّنَوُّعِ ، وَرَوْعَةُ اَلتَّلَاقِي فِي حُبِّ اَلْوَطَنِ ، وَتَعْزِيزَ اَلْمُوَاطَنَةِ اَلَّتِي لَا تَعْرِفُ اَلشُّرُوطُ ، وَتَرْسِيخَ جُذُورِهَا فِي مَنَاطِقِ اَلْمَمْلَكَةِ اَلثَّلَاثَةِ عَشَرَ اَلَّتِي جَعَلَتْ اَلسُّعُودِيَّةُ قَارَّةً كُبْرَى يَحْتَرِمُهَا اَلْعَالَمُ بِأَسْرِهِ .
وَلَمْ يَكُنْ عَامُ 1727 مِيلَادِيَّةٌ عَامًا عَادِيًّا لِأَنَّهُ يُشَكِّلُ نُقْطَةَ تَحَوُّلِ كُبْرَى فِي اَلْكَوْنِ بِبُزُوغِ نَجْمِ مَمْلَكَتِنَا اَلْغَالِيَةِ قَبْلَ ثَلَاثَةِ قُرُونٍ عَلَى يَدِ اَلْإِمَامْ مُحَمَّدْ بْنْ سُعُودْ بِبِنَائِهِ لِلدَّوْلَةِ اَلسُّعُودِيَّةِ اَلْأُولَى ، وَاَلَّتِي رَغْمِ اَلتَّحَوُّلَاتِ اَلَّتِي طَرَأَتْ عَلَيْهَا بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا أَنَّهَا ظَلَّتْ ثَابِتَةً بِقِيَادَةِ اَلْأَجْدَادِ اَلْأَوَائِلِ اَلَّذِينَ ظَلُّوا يَتَنَاقَلُونَ رَايَةُ اَلْعِزِّ وَالْفَخْرِ كَابِرًا عَنْ كَابَرَ حَتَّى عَصْرِنَا اَلزَّاهِرِ اَلَّذِي نَنْعَمُ فِيهِ بِالْأَمْنِ وَالْعِزِّ وَالرَّفَاهِيَةِ وَالرَّخَاءِ تَحْتَ قِيَادَتِنَا اَلرَّشِيدَةِ .
وَمِنْ # يَوْمٍ _ بَدِينًا فِي # يَوْمٍ _ اَلتَّأْسِيسِ وَالْأَمْجَادِ تَتَوَالَى عَلَيْنَا فِي وَطَنٍ يَقْطِفُ فِيهِ اَلْأَحْفَادُ جُهُودَ اَلْأَجْدَادِ اَلَّذِينَ بَذَلُوا اَلْغَالِي وَالنَّفِيسُ فِي تَأْسِيسِ هَذِهِ اَلْبِلَادِ اَلْعَظِيمَةِ ، وَبِنَاءُ أَمْجَادِهَا اِنْطِلَاقًا مِنْ # اَلدِّرْعِيَّة فِي # نَجِدْ _ اَلْعَذِيَّة إِلَى بَقِيَّةِ مَنَاطِقَ وَمُدُنِ اَلْمَمْلَكَةِ حَتَّى وَحَّدُوا هَذِهِ اَلْقَارَّةِ اَلْكَبِيرَةِ فِي شِبْهٍ اَلْجَزِيرَةِ اَلْعَرَبِيَّةِ تَحْتَ رَايَةٍ وَاحِدَةٍ رَايَةِ آلْ سُعُودْ اَلْخَفَّاقَةِ بِالْعِزِّ وَالْكَرَمِ دَائِمًا وَأَبَدًا .
وَمَا اَلسُّعُودِيَّةُ اَلْآنِ إِلَّا اِمْتِدَادٌ عَظِيمٌ لِلسُّعُودِيَّةِ اَلْأُولَى وَالثَّانِيَةِ مِنْ حَيْثُ صِنَاعَةُ اَلتَّحَوُّلَاتِ اَلْكُبْرَى عَلَى كَافَّةِ اَلْأَصْعِدَةِ وَفِي كُلِّ اَلْمَجَالَاتِ ، تِلْكَ اَلتَّحَوُّلَاتِ اَلَّتِي يَسْتَيْقِظُ عَلَيْهَا اَلسُّعُودِيِّينَ فِي كُلِّ صَبَاحٍ ، وَيَسْتَأْنِسُونَ بِهَا فِي كُلِّ مَسَاءِ فَهْمٍ يَعِيشُونَ بَيْنُ رُؤْيَةِ اَلْإِنْجَازَاتِ اَلْعِمْلَاقَةِ فِي بِنَاءِ اَلْمُدُنِ اَلْجَدِيدَةِ ذَاتِ اَلْمَشَارِيعِ اَلْكَبِيرَةِ مِثْلٍ : ( نُيُومْ وَالْقَدِيَّة وَالْبَحْرُ اَلْأَحْمَرُ وَوَسَطُ جُدَّةَ ) وَغَيْرِهَا مِنْ اَلصُّرُوحِ اَلْعَظِيمَةِ اَلَّتِي يَرَوْنَ أَخْبَارُهَا اَلْمُبْهِجَةُ تَتَجَدَّدُ فِي كُلِّ يَوْمٍ .
أَوْ اَلْأَجْوَاءِ اَلتَّرْفِيهِيَّةِ اَلْمَسَائِيَّةِ اَلَّتِي بُنِيَتْ أَيْضًا لَهَا مَسَارِحِهَا اَلْفَخْمَةِ وَصُرُوحَهَا اَلضَّخْمَةَ ، وَاَلَّتِي يَسْتَأْنِسُونَ بِهَا فِي شَتَّى مَنَاطِقِ اَلْمَمْلَكَةِ فِي اَلْأُمْسِيَّاتِ اَلضَّاحِكَةِ ، وَفِي اَللَّيَالِي اَلَّتِي عَادَتْ لِطَبِيعَتِهَا اَلْجَمِيلَةِ .

وَخِتَامًا . . هَذِهِ هِيَ اَلْمَمْلَكَةُ تُصْبِحُ عَلَيْنَا بِالْعِزِّ ، وَتُمْسِي عَلَيْنَا بِالْفَرَحِ ، وَتَجْعَلَ اَلْجِهَاتُ اَلْأَرْبَعُ مَكَان جَمِيلٍ لِلنَّظَرِ فَكُلَّمَا وَزَّعْنَا اَلنَّظَرُ فِي جَمِيعِ اَلْجِهَاتِ رَأْينَا اَلْإِنْجَازَاتِ اَلْعَظِيمَةَ وَكُلَّمَا مَضَتْ بِنَا اَلْخُطَى كَانَ دُرُوبَنَا خَضْرَاءُ فِي أَرْضِ اَلْحَرَمَيْنِ اَلَّتِي تَهْفُو إِلَيْهَا قُلُوبُ اَلْمُسْلِمِينَ مِنْ شَتَّى بِقَاعِ اَلْأَرْضِ .

حَمَدْ عَبْدِ اَلْعَزِيزْ اَلْكَنْتِي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى