المقالات

ثلاثة قرون اعقبت التأسيس

الاحتفاء بيوم التأسيس ، استذكار لمساحة ثلاثة قرون من التحولات النمائية ، يكلل المواطن فيه الفخر ، وتمتلئ مشاعره بالاعتزاز بما تحقق من معجزات حضارية على رمال تلك الصحراء ، التي كانت تتوق للاستقرار على خريطة العالم المتقدم.
ثلاث دول واربع مراحل من التأسيس ، هي مدونة التاريخ الذي فاض ما بين دفتيه بألوان المجد والنماء .
ففي المرحلة الأولى من البناء زرع الإمام محمد بن سعود رحمه الله البذرة الأولى في تربة التوحيد ، مؤسساً الدولة السعودية الأولى ، وإن غابت عن المشهد بسبب بعض اضطرابات وعواصف السياسية ، إلا إنها لم تمُت تلك البذرة ، فاهتزت جذوتها وربت واشتد سوقها مرة أخرى على يد الإمام تركي بن عبدالله ، مؤسس الدولة السعودية الثانية ، فغابت عن المشهد مرة أخرى ، ولم يكن طويلاً ، حتى امتدت بالعزيمة والرشاد يد المؤسس الثالث الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ لإرواء تلك البذرة وحمايتها ، فنمت بهمته وعزيمته ، وأينعت نماءً وازدهاراً ، فشمخ الوطن بوحدته الرائدة ، وموارده الطبيعية الثرية ، وأصبح عضواً فاعلاً ومؤسساً في المنظمات الدولية .
واليوم نشهد على يد مطلق الرؤية ، الملك سلمان بن عبدالعزيز ، ومؤسسها ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بناء الدولة العصرية التي اختطت رؤيتها بحكمة وبصيرة مستهدفة قرع أبواب المستقبل .
يا له من وطن! استمد شموخه من أنفة أبنائه ، فلم يُبنى على أنقاض استعمار ، أو جلاء إحتلال ، بل نبت حراً أبياً ، استعصى على الطامعين ، تدثَّر بالشريعة دستوراً ، واستهدف الاستقرار والنماء مقصداً ، والبناء وسيلةً ، لم تلغِ كلُ تظاريس السياسة التي مرت به في مراحله الأولى والثانية وجودَه ، بل روت جذور الرغبة والعزيمة في إعادة بنائه ، فأضحى اليوم واحة الأمن والرخاء ، الزاهر ، مقعده في مقدمة المحافل ، ورقمه أساس في أي معادلة ضمن التوازن الدولي ، رحم الله قادة الوطن ومؤسسيه منذ نواته الأولى إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين ـ حفظهم الله ـ وسدد على درب النماء والخير خطواتهم ، وحفظ الله لنا الوطن وأدام أمنه ، وكل عام والأمة السعودية ، بوافر العز والفخر والنماء

د. جمعان بن رقوش

رئيس جامعة نايف للعلوم الأمنية سابقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى