د. جرمان الشهري

ترجّل الفارس

وأخيرًا ترجّل الفارس عن صهوة جواده بعد مسيرة عملية حافلة بالإنجازات والعطاءات والعمل المتواصل، تجاوزت ثمانية عشر عامًا لخدمة الدين ثم المليك والوطن ..
حيث صدر قرار إحالة صاحب السمو وكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي الأمير الدكتور خالد بن فيصل بن تركي آل سعود إلى التقاعد ..
وبصفتي أحد الضباط الذين تشرفوا بالعمل مع سموه، وتحت قيادته، وتوجيهاته منذ تم تعيينه في القطاع الغربي مساعدًا لوكيل الحرس الوطني للشؤون المالية عام ١٤٠٤ للهجرة، فإنه يتحتم عليَّ من خلال هذا المنبر الإعلامي صحيفة “مكة” الإلكترونية أن أتشرف بتقديم جزء يسير مما قام به سموه من البذل والعطاء خلال مسيرته العملية التي تميزت بالعمل المخلص والدؤوب، ففي عام ١٤٠٥ تم تعيينه مساعدًا للوكيل للشؤون الإدارية والمالية، ثم صدر قرار بتعيين سموه على منصب وكيل الحرس الوطني المساعد للقطاع الغربي في عام ١٤١٩ للهجرة، تلى ذلك صدور أمر صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني بتكليف سمو الأمير خالد بعمل وكيل الحرس الوطني بالقطاع الغربي اعتبارًا من ١٤٢٥ للهجرة، بعدها ثم تثبيته على ذات المنصب إلى أن تم إحالته إلى التقاعد ..
وخلال تلك المسيرة العطرة كان سمو الأمير خالد، محل ثقة ولاة الأمر، ولاءً لقيادته وإخلاصًا لدينه ثم مليكه ووطنه، كان أنموذجًا فريدًا يُحتذى به كمسؤول مؤهل ورجل أمين ومخلص ونزيه، هذا فضلًا عما تميز به من الأخلاق الراقية والمشاعر النبيلة والتعامل الإنساني، مع جميع منسوبي الحرس الوطني بالقطاع الغربي من مدنيين وعسكريين، فسموه لا يذكر إلا ويصاحب اسمه الطيب والمروءة والنخوة وجميع الخصال الحميدة، كان سموه مثالًا رائعًا للمسؤول القريب من تلمس احتياجات المنسوبين ومراعاة ظروفهم الخاصة والتوجيه بحل جميع المشاكل والمعضلات التي قد تعترض أعمالهم، كل ذلك لم يكن ينتقص من صرامته وعزمه وحسمه فيما يتعلق بالأعمال والواجبات الوطنية والأمنية التي يضطلع بها الحرس الوطني في القطاع الغربي، جنبًا إلى جنب مع القطاعات والوحدات الأخرى التي تمثل جميعًا منظومة أمنية للحفاظ على أمن الوطن واستقراره والتشرف بخدمته، ويأتي على قمة تلك الأعمال الأمنية واجبات الحرس الوطني في المشاركة سنويًا لخدمة ضيوف الرحمن في موسم الحج بقيادة سمو الأمير خالد، بالإضافة إلى حرص سموه وإشرافه واهتمامه بما تم تكليف وحدات الحرس الوطني بالقطاع الغربي من القيام به من مهمات عسكرية، للدفاع عن الوطن في الحد الجنوبي مع زملائهم من وزارة الدفاع والجهات الأخرى المعنية، وغيرها من المهام المسندة للحرس الوطني فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، وحراسة المواقع الحساسة والمجمعات السكنية للأجانب، وأيضًا ماقام به الحرس الوطني بالقطاع الغربي من مشاركة فاعلة في مجهودات التصدي لجائحة كورونا ضمن المنظومة الأمنية والصحية التي قامت بها الجهات المختصة بكل اقتدار، كل ذلك كان هاجس الأمير خالد ومحل اهتمامه ومتابعته المستمرة ..
وبعد هذا الجهد الكبير والإنجازات الناجحة والموفقة لسمو وكيل الحرس الوطني بالقطاع الغربي، لا يسعني ويسع زملائي بالقطاع إلا أن نتقدم لسموه بالشكر الجزيل وعظيم الامتنان على ما قدمه من أعمال جليلة للوطن الغالي، ودعواتنا الصادقة لسموه الكريم بأن يسبغ الله عليه نعمة الصحة والعافية والاستمتاع بحياته الخاصة، بعد هذا العطاء المميز لخدمة الدين ثم المليك والوطن.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. جمل الله حالك يابا وليد وحفظ الله سمو الأمير خالد على رأس العمل أو متقاعد فقد شهد الزمان والمكان قبل البشر ونشكره وندعو له بالتوفيق والسداد وشكرا ثم شكرا سمو الأمير ودمتم

  2. أهلاً أبا عبدالله ..
    شكراً لمرورك وتعليقك ..
    وسمو الأمير خالد يستأهل وهذا أقل واجب نقدمه لسموه ، حفظه الله ومتعه الله بالصحة والعافية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى