كلما فوجئنا بنازلةٍ من نوازل الدنيا ..
نتجاوز الصدمة الأولى ..
ثم نعود كما كنا ..
شعب يلتف حول مليكه ..
كأننا هالة نورِ أحاطت بقمر ..
نضيء للدنيا طريق حب أبدي ..
كأننا أسوارة مجد حول معصم ملك …
تقول للتاريخ ..دوّن هذه اللحظة..!!
نحن شعب توارثنا الوفاء كابرًا عن كابر ..
نتفق…ونختلف …
ولكن لدينا ثوابت لا نختلف حولها أبدًا …
الدين..والمليك…والوطن ..
ننظر للأشياء بشكل مختلف …
ولكننا جميعنا نرى البدر بدرًا…!!
فالحق له وجه واحد …
وللمُلك ملك واحد …
وكلٌ منا يفخر بشيء مختلف …!!
أصله .. قبيلته .. علمه .. أبناؤه .. ماله ..
إلا أن فخرنا بهذه الأرض قاسم مشترك يطغى على كل فخر …
تشرّبنا منذ الطفولة أننا خدم لضيوفنا …
الضيف هو رب البيت ونحن خدم لديه …
هذه قيمنا .. هكذا نحن …
وعندما يكون مليكنا خادمًا لبيت الله فنحن وبكل فخر .. خدم لضيوف هذا البيت ..
ننظر لأموال دولتنا تنفق بسخاء كبير على منشآت عملاقة لخدمة ضيوف الله ..
فنشعر بفخر ..
ونرى البيتين، وقد أصبحتا أعجوبة الدنيا …
فنشعر بفخر ..
ونرى جبال مكة، وقد أصبحت مسالك للحجيج …
فنشعر بفخر ..
هذا هو نحن …
وهذا هو فخرنا خدم لضيوف الرحمن …
تجاوزنا أنفسنا، واقتصادياتنا وراحتنا ..
فقط لنمارس ما تربينا عليه، وهو خدمة الضيوف ..
وما كان لجميع ذلك أن يكون لولا أننا نرى بأم أعيننا مليكنا، وهو يجهد نفسه في خدمة ضيوف الله ..
هذه لغة لا يدركها إلا أبناء هذه الأرض ..
لغة لا تعرفها الألسن، ولا تدركها الاَذان …
إنها لغة لا يعرفها إلا الأوفياء …
أُولئك هم نحن …. أبناء هذه الأرض …
وما مليكنا إلا نبتةً شامخة نبتت من هذه الأرض … رضينا بها فأظلتنا بظلها ..
نأكل من ثمرها ..
ونصنع منها أعوادًا نتكئ عليها ..
وإذا استدعينا نصنع منها أقواسنا وأسهمنا ..
عشقنا هذه الشجرة، وعشقنا معها إغاضة الأعداء ..
يفتحون بكيدهم للشيطان طريق ….
فنصنع نحن أبناء هذه الأرض ألف رمح ورمح من هذه الشجرة …
نرد بها كيدهم …
فليموتوا بكيدهم ..
وليقطّعوا أصابعهم غيظًا..
أما نحن فسنقتدي بمليكنا في خدمة ضيوف الله بكل فخر لا نرجو إلا مايرجوه مليكنا من خدمتهم وهو وجه الله ..
والله أعلم
1
كلمات رائعة نابعه عن شخص ينتمي بكل جوارحه لوطن يستشعر عظمته وجماله ونعمه…شكراً لتلك الكلمات التي لامست بها قلب كل شخص ينتمي لهذا الوطن ويفتخر بهذا الإنتماء??????