المقالات

العُمق التاريخي

د. أحمد بن يحيى آل فائع

يُعدُّ تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود – رحمه الله تعالى – سنة 1139هـ/ 22/ فبراير 1727م، نقطة تحول في تاريخ الجزيرة العربية الحديث والمعاصر؛ حيث لم تشهد الجزيرة العربية وحدة سياسية منذ العصور الإسلامية المبكرة، وقد كان لهذه الوحدة دور كبير في استعادة الجزيرة العربية لمكانتها على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية، واستمرت حتى وقتنا الحاضر.
والحقيقة.. إن إعلان تأسيس الدولة السعودية الأولى يحمل دلالات كثيرة فمنها على سبيل المثال: إلقاء الضوء على العُمق التاريخي للدولة السعودية؛ حيث تجاوز عمقها التاريخي والحضاري والثقافي أكثر من 300 سنة، وهو ما لم تحقق لكثير من الدول والحكومات، ومن جهة أخرى فإن في ذلك إبراز لدور الإمام المؤسس محمد بن سعود، ولجهوده في تأسيس ذلك الكيان العظيم الذي امتد للدولة السعودية الثانية، ثم للمملكة العربية السعودية؛ إضافة إلى دوره في تشكيل الوعي المجتمعي المحب للوحدة والرافض للعودة للفرقة والشتات، على أن من تلك الدلالات المهمة أيضًا الوفاء لمن يستحقون الوفاء بوقوفهم مع قادة الدولة السعودية الأولى والثانية والمملكة العربية السعودية، ولمن بذلوا الغالي والنفيس من أجل إرساء تلك الوحدة، والحفاظ عليها وديمومتها واستمراريتها، كما أن في ذلك دروسًا للأجيال القادمة والنشء الجديد في استذكار ما قام به قادة هذه الدولة المباركة بمراحلها الثلاث من تضحيات في سبيل الحفاظ على هذا الكيان، وتسخير كافة الإمكانات لخدمة شعبهم، وما قام به أجدادهم من وقفات صادقة مع قادتهم ليسيروا على نهجهم في خدمة هذا البلد الكريم الذي نتفيأ ضلاله ونعيش في كنفه، وتحت حكم قادته الميامين الذين لم يبخلوا بشيء على هذا الوطن وأهله.
وفي الختام أسأل الله أن يديم على هذا الوطن أمنه وأمانه واستقراره، في ظل قيادتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز- وفقه الله -.
——————
أستاذ التاريخ السعودي
عميد الدراسات العليا في جامعة الملك خالد

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button