عندما نريد الحديث عن أفضل بلد دُعى له إبراهيم عليه السلام بأمن من الخوف والأمن من الجوع؛ فنحن أمام أعظم بلد على وجه الكرة الأرضية ذكره الله في كتابه، وتعهد له بأمن من الجوع والخوف. قال تعالى:(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) [سورة البقرة:126]. تقول العرب: إن من ليس له ماضٍ ليس له حاضر، فلا يعلو بنيان دون أساس ولا يستقيم بناء دون أعمدة ولا فائدة من أعمدة دون مظلة تكون جمالًا في الشكل ومفيدة في المنفعة. المملكة العربية السعودية تلك الخيمة الضارب أطنابها في العمق أكثر من ثلاثة قرون ولله الحمد والمنة، ولولا قيامها على شريعة التوحيد لما قامت ولا استقامت، وقد هيأ الله لها رجالًا مخلصين منذ الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود، وقيام الدولة السعودية الثانية على يد الإمام تركي بن عبد الله وتأسيس الدولة السعودية الثالثة الحالية على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود. الذين قادوا التضحيات لقيام الدين وإعزاز الوطن -رحمهم الله- جميعًا، ويوم التأسيس السعودي هو اليوم الذي يقوم فيه شعب المملكة العربية السعودية بإحياء ذكرى إنشاء جذور المملكة الأولى للسعودية التي تُعرف بالدولة السعودية الأولى كما ذكرنا، وقام بها الإمام محمد بن سعود -رحمه الله-، حين جعل الدرعية عاصمتها الملكية، وقد كان تأسيس الدولة في عام 1727 الموافق في التوقيت الهجري لعام 1139، فلم يمضِ على تأسيس هذه الدولة إلا بضع سنوات حتى كانت نهايتها على يد الباشا إبراهيم بن محمد علي، ومع ذلك تمكن الإمام تركي آل سعود من إعادة إنشاء الدولة السعودية تحت مسمى الدولة السعودية الثانية، وبعد انتهائها جاء دور الملك عبد العزيز آل سعود الذي قام بتأسيس الدولة السعودية الثالثة، والتي تحمل اسم المملكة العربية السعودية، والتي نعيش في ظلها اليوم ونسأل الله أن يحفظها وقادتها من كل سوء. من هذا المنطلق، وهذا الإرث الغني الجميل تنبع أهمية ذكرى يوم التأسيس. لوطن نعتبره أغنى الأوطان والبلدان، ويكفيه أنه الوحيد على وجه الأرض يضم الحرمين الشريفين في مكة والمدينة، ويطبق الشريعة الإسلامية التي هذبت المجتمع، ونظمت شؤون حياته. كل عام وأنت بخير يا وطني، ولو كتبت عنك كتب ومؤلفات فلن تكفيك، ولكن كما يقال يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق. كل هذا العشق لم يكن إلا لك أنت أيها الوطن الغالي، وفي ذكرى تأسيسك نجدد العهد لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان آل سعود -يحفظهما الله-، ونعاهد الله أن نكون لك خير شعب وخير أبناء ومخلصين لك في المنشط والمكره وأرواحنا وأموالنا وأبنائنا فداء لك أيها الوطن الغالي، ونحن -بإذن الله- على العهد ماضون، وأن نكمل المسيرة المشرفة لمن سبقنا، وأن نجعل هذا الوطن أجمل الأوطان على الدوام. نحو قيادة العالم في البناء والتعمير للإنسان والمكان والسبق في ميدان العلم والتقدم والازدهار، وكافة الجوانب الإنسانية والاقتصادية.
قبل الختام للشعر نصيب في حب الوطن، وهنا قصيدة الشاعر عبد الله السلوم -يرحمه الله- كشاهد وأنموذج وغيرها كثير، ويقول فيها:
اليوم هو يوم الوطن يوم الأفراح
يوم تجلى فيه معنى السعادة
يوم غلاه مداخل كل الأرواح
في كل عام يزيد حبه زيادة
له قصة توج هدفها بالأمداح
متلاحم فيها الوطن والقيادة
قصة بطلها ما توقف ولا ارتاح
حتى بنى مجد الجزيرة وشاده
حر يباريه السعد وين ما راح
إن شاف طير يدرج الحوم صاده
ياما سهر لين أبلج الصبح ينباح ما حط راسه فوق لين الوسادة
هذه الكلمات والعبارات لا يمكن أن تفيك حقك يا وطني الغالي المملكة العربية السعودية في هذا اليوم المجيد، يوم تأسيسك الجميل العظيم الذي يجعلني أحبك أكثر وأفتخر بك، وأقبل ترابك الطاهر، وأقف في هذا اليوم يَوم التأسيس السعودي مستذكرًا تضحيات الأجداد، وحبهم الكبير لكل ذرة من ترابك يا بلادي، ومن هنا أتوجه للقيادة ولعموم أبناء شعبنا السعودي البطل بالتهنئة الحارة والتبريكات القلبية الخالصة بمناسبة حلول يوم التأسيس السعودي. كل عام وأنتم وذويكم بألف خير وتحية تقدير وإجلال للجنود البواسل الذين يدافعون عن الشعب والأرض وحماية العرض، ونسأل الله أن يردهم لنا سالمين غانمين منتصرين داحرين كل عدو يتربص بنا وببلادنا، ولا زالت المسيرة مستمرة حتى اليوم، وستواصل تقدمها في الغد وما بعده بإذن الله.
رفع الله قدرك يا سعادة المستشار الدكتور حمد البشري وهذا ليس بغريب عليك في مقالاتك الجميله والمتنوعة على مر الزمن وكيف لا وانت تكتب عن اهم بلد واطهر بقعة على وجهه البسيطه هي المملكة العربية السعودية حماها الله من كل سوء ومكروه وجزاك الله خير الجزاء