المقالات

يوم تأسيس التعليم

د. خالد السواط

يوم التأسيس يوم مجيد، أتقدم لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو سيدي ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله- بأسمى آيات الشكر والتقدير على الموافقه السامية؛ لتخصيص هذا اليوم للاحتفال به وإحياء ذكراه.
منذ تأسيس هذا البلد العظيم قبل ثلاثة قرون على يد المغفور له -بإذن الله- الإمام محمد بن سعود وحتى يومنا هذا حرصت قيادات هذا البلد المعطاء على بذل كل غالٍ ونفيس؛ لتهيئة البيئة الأمثل لساكنيه في كافة النواحي، ومن أهمها التعليم. شهدت الدرعية مهد التأسيس نهضة على كافة الاصعدة ابتداء من عمرانها الجميل في عهد الإمام المؤسس -رحمه الله- ومرورًا بالرخاء والتنظيم الإداري والقضائي المميز إلا أن حرص الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- على بناء الدوله والإنسان كان جليًا للجميع؛ حيث ناصر الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- وتعاهدا على تشجيع العلم وأهله ومحاربة الجهل، وكانت هذه بداية تأسيس التعليم المنظم؛ حيث كان مسجد طريف غربي الدرعية ومسجد غصيبة، وكذلك قصور أئمة الدولة السعودية الأولى مقرًا وشاهدًا على ازدهار الحركة العلمية. ولم يقتصر مجهود أئمة الدوله السعودية الأولى على ذلك فقط بل ذكر المؤرخون أن عدد المدارس إضافة للمساجد تجاوز الثلاثين مدرسة في الدرعية، وكذلك تم تخصيص مكتبة فيها للعلماء وطلبة العلم تحتوي على عدد كبير من الكتب والمراجع العلمية في تخصصات علمية متنوعة.
وما نشهده اليوم في دولتنا المباركة من حرص ولاة أمرنا على نشر التعليم، وبناء الإنسان، وتذليل الصعوبات والتعليم المجاني لكافة سكان هذا البلد المبارك واستقطابها لطلبة العلم من كافة أقطار المعمورة، وتكفلها بمصاريف التعليم ومكافآت شهرية للطلبة هو ليس وليد اليوم بل هو امتداد للتأسيس المبارك؛ حيث شهدت الدولة السعودية الأولى مجهودات مميزة في هذا الجانب، واستقطب أئمتها طلبة العلم من أنحاء الجزيرة العربية، وخصصوا مكافآت مالية لهم من بيت المال، وحفزوا المميزين منهم بجوائز إضافية كما ذكر المؤرخون.
هذا النهج المبارك والحرص الكبير من قادة هذا البلاد -حفظهم الله- ومنذ التأسيس على يد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- هو تفسير لما نشهده اليوم في مملكتنا الحبيبة من نهضة علميه مميزة أثمرت عن تطور ملحوظ في مرافق التعليم وانتشارها في كافة أنحاء المملكة فضلًا عن إتاحة التعليم العالي للجميع من خلال وجود عدد كبير من الجامعات المميزة المنتشرة في كافة المدن والمحافظات.
لم يكتفِ قادة هذا البلاد المعطاء على هذا التطور الحاصل في مجال التعليم بل أطلق سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان-حفظه الله- رؤية ٢٠٣٠، والتي كان التعليم من أهم محورها، والتي أكدت على ضرورة زيادة القدرة التنافسية للمملكة، وتصنيف جامعاتها عالميًا، وحددت هدفًا طموحًا بتصنيف ما لا يقل عن خمس جامعات سعودية ضمن أفضل مئتين جامعة عالمية حسب التصنيفات الدولية المعتبرة.
كما وفرت البيئه المناسبة؛ لذلك ودعمت القيادة الرشيدة مجال البحث والابتكار بسخاء، وطورت البنية التحتية للجامعات، وطورت قدرات منسوبي التعليم من خلال برامج الابتعاث لأميز الجامعات العالمية كما وأطلقت وزارة التعليم عددًا من مبادرات الدعم البحثي، وشجعت الشراكات بين القطاعات المختلفة مما أثمر بعد توفيق الله، ولأول مرة عن تصنيف ست جامعات حكومية ضمن أفضل ألف جامعة عالميًا حسب تصنيف شنغهاي، وحصلت جامعتان منها على مراتب متقدمة ضمن أفضل مئتين جامعة، وتتنافس هذه الجامعات على تحسين موقعها في التصنيف هذا العام، انطلاقًا من دور الجامعات المهم في المساهمة في تحقيق أهداف الرؤية المباركة، ولرد الجميل لقيادتنا نظير ما حظى به التعليم ومنسوبيه من دعم سخي من لدن قيادة هذا البلد المبارك.
نستذكر في يوم التأسيس مجهود الإمام محمد بن سعود والأئمة من بعده -رحمهم الله- في بناء الوطن والمواطن، ونتطلع بقيادة سمو سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي عهده الأمين-حفظهم الله- إلى المساهمة في الحفاظ على المكتسبات والمشاركه الفاعلة في عجلة التطوير كواجب وطني، ونسأل الله العون والسداد والتوفيق لقادتنا وشعب المملكة العربية السعودية. أدام الله الأفراح، وأعاد علينا ذكرى هذا اليوم العظيم سنين عديدة، ونحن ننعم بالأمن والإيمان في ظل قيادة آل سعود-حفظهم الله- وأيدهم بنصره.

——————-

وكيل جامعة الطائف للدراسات العليا والبحث العلمي

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button