رؤيتك ومنظورك الخاص للعالم والناس من حولك هو ما يحدد طبيعة تعاطيك مع الحياة ومعطياتها المتعددة، كما أنها تكسبك نمطًا خاصًا في تعاملك مع المستجدات، وتصرفات من حولك من الناس.
الكثير من الأنماط السلوكية لكل منا نشأت بذورها مع الطفولة؛ بمعنى آخر أثرت التربية الخاصة بكل منا على صنع العديد من الاعتقادات والأنماط، وقد تُشكل تلك الأنماط والمعتقدات أثرًا ليس بالمحبوب.
فكيف لنا أن نتصرف حيال تلك الأنماط؟ وأنى لك أن تحوز زمام الأمور؟ تابع هذه الكلمات تجد مبتغاك.
نمطك الشخصي يتحكم بك | أم أنك لم تدرك بعد؟!
من أمعن النظر بين تصرفات الناس وجد تباينًا واختلافًا كبيرًا، خُذ مثالًا بين امرئ يتعامل مع الفشل على أنه لم يبلغ من الجدارة ما يستحق به النجاح، وبين آخر يراه عثرةً في الطريق تدله على موضع السقم ليصلحه.
غير ذلك الكثير مما تعج به الحياة ويراه كل منا، إلا أن لهذه الأنماط بعض التأثيرات على الأشخاص ذاتهم، خُذ منها أن بعض أولئك الناس ممن ابتلوا بنمط يعيبهم؛ يأخذونه على محمل الحقيقة المطلقة، على حين كان حريًّا به أن يتحقق من ذلك في نفسه، فإن وجد؛ فليجد سبيلًا للتملص من ذلك العيب.
البعض الآخر يأخذون منحى مغايرًا؛ ترى ذلك جليًّا في من فقدوا أحبتهم؛ فيجنح إلى التصرف الجاف مع من حوله محاولًا تجاهل تكوين روابط اجتماعية قد تلحق به ذات الحزن من جديد.
من بعض التصرفات أيضًا أن يجنح الشخص متبعًا لأقصى تصرف يُعاكس النمط الذي يقيم عليه؛ محاولًا إقناع نفسه بعكس ما هو عليه متفاديًا الألم الناتج عن ذلك.
أعد تصحيح البوصلة | 12 نصيحة لشخصيتك
حلمك العاطفي ليس بعيد المنال، إن لم تكن طفولتك على خير حال، أو تعثرت خطاك في الطريق، فليست تلك نهاية المطاف.
قد يكون الهجر مر المذاق، ولكن ألست ترى أن الاعتزال لم يحقق لك مبتغاك؟ لكن احرص على تخير من تصادقهم.
انعدام الثقة أو خيبة الأمل في الصديق من أشد ما يقضي على تلك العلاقة، ويترك عميق الأثر في القلب، تخير ثم تخير ثم تخير بإحسان.
لست نكرة ولست وحيدًا، من حقك أن تنعم بالمكان الذي أنت فيه الآن، ومن حقك أيضًا أن تحظى بما يحظى به زملاؤك، أنت فرد من الفريق وعضو من أعضاء المكان.
الحياء جزء من الإيمان، ومحبة الناس غاية حسنة، ولكن لا تسمح لأحد بأن يتجاوز حدوده أو ينتقص من حقك، أو تخجل عن البوح بما في نفسك.
الفشل ليس النهاية، إما أن الطريق لا زال يفتقر إلى بعض الخبرة، أو أن وجهتك بحاجة إلى تعديل.
بعض الأطفال ينشأون اتكاليين على غيرهم، يؤثر ذلك على الثقة بالنفس، ولكن التكرار والتعلم والمعونة من شأنهم أن يعينوك.
ليس شرطًا أن تكون الأنماط خاصة بالدنو، فالتعالي على الناس ولعب دور الشخص الأهم والجدير بكل حق ليس منضبطًا بالمرة.
لا تخضع للآخرين، تعلّم أن تثق بنفسك وأن تقدر لها قدرها، وألا تسمح لأحد بالمساس بكيانك والتقليل من شأنك.
لا تمعن النظر في نصف الكوب الفارغ، استمتع باللحظة واشكر نعم ربك عليك، وتذكر غاية خلقك، ليست هذه الحياة التي ننشدها، بل هنالك المستقر.
لا تقمع مشاعرك؛ بل تصالح مع نفسك، ولا تستحث القبول من الآخرين، ألم يروا فيك كفئًا وأخًا لهم فربما ليس ذلك موطنك.
لا تكن مثاليًا للغاية، ولا تجلد ذاتك، فالندم فضيلة ولكن كل شيء بقدر.
ليست هذه الحياة بالسهلة، وليست بدار الأماني، ولكنها مرحلة عليك أن تحسن اجتيازها، وهي رحلة طويلة الأمد لا تنفك فيها عن السعي والتطور يومًا بعد يوم.. فاشدد من عزمك، وتزوَّد بما يعينك.
————————
أخصائي نفسي اكلينيكي