في الشارع الذي تقيمين فيه هناك تسع نساء أجمل منك، وسبعُ نساء أطول منك، وتسع نساء أقصر منك وأخرى تحبني أكثر مما تفعلين، وفي العمل هناك امرأة تبتسم لي دائماً ، والنادلة في المطعم تضع لي العسل بدلاً من السكر في الشاي ، ولكنني أحبك أنتِ.
ديستويفسكي
حين أقرأ مثل هذا الكلام أو مثل قول نزار قباني :
“علمني حبك أن أتصرّف كالصبيان
أن أرسم وجهك بالطبشور على الحيطان
يا امرأه قلبت تاريخي اني مذبوح فيكِ
من الشريان الى الشريان”
أتساءل ماذا يمكن ان أسمي هذه الحالة غير أنها حب ؟ .. أو بمعنى أدق ما هوية هذا الحب بهذه الصورة التي أوردها ديستوفسكي أو نزار ؟
هنا لا يخطر ببالي إلا الانسجام ! .. وهنا سأذهب إلى الانسجام بالمعنى العام وهو “أن تنتظم أجزاء الشيء، وتتآلف وظائفه المختلفة، فلا تتعارض، ولا تتنافر، بل تتفق وتتجه إلى غاية واحدة. فهو إذن وحدة في كثرة، أو هو تأليف موافق، وتركيب جميل، وترتيب متناسق”.
.يا الله وأنت تقرأ هذا المعنى هل خطر ببالك كيف سيكون كل ذلك حينما يحدث بين شخصين !؟ ..
نعم هو ما يشبه النصوص التي وردت هنا ، وهو الذي لا ينتج عنه حب من طرف واحد ولا يحدث بعده سأم أو ملل !
هذا حدث عظيم ( الا وهو وقوع الانسجام ) بين روحين .
ولذا حين يحدث ذلك فأنت لن تجد سبباً لأن يكون هناك من هو أفضل ! .. لا يوجد أفضل هناك فقط من تنسجم معه ، وكل أحد غيره لا يستطيع أن يمنحك ذلك الشعور لأنك تملك ( كل ) ما ينسجم معك ولن يستطيع أحد آخر أن يمنحك إلا جزء من ذلك الكل .. وليس هناك عاقل يفرط في الكل من أجل الجزء.