المقالات

بلاغ “المؤسس” والإعلام السعودي

•• حين يحتفي الإعلام السعودي بمرور قرن من الزمن على تأسيس جريدة “أم القرى” كأول منبر إعلامي صحافي سعودي؛ تغمرنا الفرحة بهذه الالتفاتة الكريمة التي تأتي برعاية من سيدي خادم الحرمين الشريفين، وتشريف من أميرنا خالد الفيصل وحضور وزير الإعلام.

•• وسر بهجتنا تمكن في قيمة الاهتمام بالإعلام كشريك استراتيجي في بناء الدولة ونمائها؛ وقد تجسَّد ذلك جليًا وباكرًا حين جعل الملك المؤسس – طيب الله – ثراه الإعلام في هرم أولوياته في بدايات مرحلة بناء الدولة بأمره بتأسيس جريدة “أم القرى” التي صدر أول عدد لها يوم الجمعة 15 جمادى الأولى 1343 للهجرة تزامنًا مع دخوله مكة المكرمة.

•• وهنا وقفات ودلالات لا ينبغي أن تمر دون تأمل؛ فلكم استحضار تلك الحقبة التي كان العباد والبلاد في دوامة صراعات وفرقة، وكان الشاغل الحقيقي للملك المؤسس -رحمه الله- هو توحيد المملكة لكن مع هذا لم يغب عنه البدء في منهجية بناء المؤسسات الرئيسية والمساندة في بث الوعي الوطني والأمني، ومنها الإعلام الذي يعد حجر الزاوية في تهيئة الأجواء اللازمة والضرورية لبدء حركة تنمية شاملة؛ وهنا دلالة شمولية النظرة لدى هذا القائد العظيم؛ فأمر حين دخل مكة فورًا بتأسيس “منبر إعلامي” يكون له وظائف أبرزها نشر كل ما يصدر من قرارات وتعليمات؛ وأيضًا مخاطبة الناس ومناقشة قضاياها واحتياجاتها في إعلام رصين مسموع الصوت لدى المؤسس شخصيًا.

•• وحين صدر العدد الأول منها كان أول خطاب فيه وعلى صدر صفحته الأولى (بلاغ مكة) الذي كتبه الملك المؤسس -رحمه الله- وضمنه أربع رسائل تطمينية تمس حقوق الناس وأمنهم ومستقبلهم ونهج الحاكم لهم في ضمان العدالة والمساواة، ولعل كان ذلك واضحًا في قوله الشهير : (لا كبير عندي إلا الضعيف حتى أخذ الحق له؛ ولا ضعيف عندي إلا الظالم حتى أخذ الحق منه).
وهذا النهج العادل الذي كان ضمن أولى رسائل الملك المؤسس -طيب الله ثراه-؛ ظل هو ديدن حكام المملكة الثابت منذ التأسيس وحتى اليوم.

•• إن الإعلام ومؤسساته لم يكن يومًا ترفًا أو أمرًا كماليًا بل هو أصبح ضرورة حتمية وشريكًا فاعلًا في البناء، ولنا في النهج المبكر لمؤسس هذه الدولة المباركة خير شاهد، ولعل من المناسب ونحن نحتفي بتاريخ (قرن زمني) من الإعلام السعودي أن نعيد النظر في دعم مؤسستنا الإعلامية الرصينة التي تُعاني تحديات، وتواجه معوقات وتنتظر إعادة تكوين احترافي ومهني ومواكب للمتغيرات الحديثة في وسائط الإعلام؛ وذلك من خلال مشروع حكومي مدعوم يجعل من إعلامنا علامة فارقة تواكب رؤية 2030، وهذا ما نثق تمامًا أنه في هرم أولويات ملهم هذه الرؤية وعرابها سيدي الأمير محمد بن سلمان ولي عهدنا الأمين لا سيما في ظل الهجمات الشرسة على بلادنا إعلاميًا، والتي ينبغي أن يتصدى لها إعلام رصين واع ومهني ومؤسسي.

•• نافذة:
بناء الإعلام .. بناء للعقول..

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button