نسعى جميعًا للعيش بسلام وراحة، ولكن ما ينغص تلك اللذة هو استمدادنا لأهدافنا وأسلوبنا في الحياة من آراء الآخرين، والحياة بما يتناسب مع رضاهم عنا وقبولنا بينهم؛ ومن ثمَّ تصير حياتك صورة مشوهة من الهيئة التي يريد منك الناس أن تحيا عليها لتنال رضاهم، لا لتنال رضا نفسك.
من أين بدأت القصة؟
أن تكون لك مبادئك الخاصة، ولك ما تحبه وما تكرهه، وكذلك الحال مع أهدافك الخاصة فلا يُملي أحد عليك ما تفعل، ولكن في متاهات الحياة تنسى هذه الأمور وتملي علينا الظروف بعض ما نكره.
ولكن في ظل معارك الحياة وشتاتها لا ندري أحيانًا ما علينا فعله، وتبدأ المقارنات في أذهاننا، فإن كان النجاح في نظرك في المال ولم تحقق غايتك فيه بعد رأيت نفسك فاشلًا، وإن كان معيارك في الجمال، وقارنت نفسك بغيرك فستظل تكره النظر إلى نفسك، وقس على هذا.
والإنسان بطبعه لا يستطيع العيش وحيدًا منعزلًا عن هذا العالم، ومن ثمَّ يكمن موضع الخطر في طبيعة البيئة التي تحيط نسك بها، فكلما زادت الاختلافات بينك وبينهم؛ زاد بذلك الضغط النفسي الذي تواجهه، وزادت معه احتمالية أن تعيش حياتك كما يمليه عليك الظرف المحيط بك.
ولكن كل هذا لا يضمن لك القبول عندهم، ولا ينتهي بك راضيًا عن حالك محبًا لنفسك، فتنعت نفسك بكل ألفاظ الفشل، ويعتريك الإحباط في كل شبر منك.
فكيف السبيل إذًا؟
اعلم بدايةً أن الإنسان لا يقف على حالة واحدة، ولكن المهم في خلال تلك الرحلة الطويلة أن تكون دومًا حثيثًا على أن تصير شخصًا أفضل، والأفضلية هنا بحسب معاييرك التي تؤمن بها.
فمهما وصل بك الحال حاول أن تتصالح مع نفسك ومع أخطائك، فأنت لم تزل بشرًا يعتريه الخطأ، وخذ بيد نفسك على تمهل حتى تحل مشاكلك؛ وهنا يظهر بعد آخر؛ وهو أن تتعلم من تجاربك السابقة، فلا يلدع مؤمن من جحر مرتين.
أمر آخر، وهو أن تعرف مدخلات نفسك وما الذي قد يجعلك ساخطًا على نفسك، قد يبدو هذا طلبًا صعبًا بعض الشيء، إلا أنك قد تستعين بالمختصين النفسيين في ذلك.
هنالك حكمة مفادها أن أجعل تركيزك على ما تجيده لا على ما ينقصك، ثم اسعَ في أن تصقل وتطور من تلك النقاط التي تجيدها حتى تصير فيها علمًا وشخصًا متميزًا.
لا تنسَ أيضًا الدور الهام للبيئة التي تعيش وسطها، كما تذكر أن تعلم بما يسعدك ويعزز من حبك لنفسك ورضاك عنها، استعن بالمعالج النفسي لتضع خطةً طويلة الأمد لتسري وفقهاء