د. علي مليباري

عدوان آثم وصمت دولي مريب!!

لا يمكن النّظر إلى الاعتداءات الإرهابية الآثمة التي اقترفتها مليشيا الحوثي الإرهابية، قبل يومين، واستهدفت بها منشآت حيوية في المملكة، ممثلة في خزاني المواد النفطية التابعين لشركة أرامكو السعودية بجدة، ومحطة المياه بظهران الجنوب، ومحطة توزيع الكهرباء بصامطة في منطقة جازان، بمعزل عن سلوكها الإجرامي الذي ظل ديدنها العدائي، والذي تنفّذ من خلاله أجندة الدولة الصفوية والطموحات الإيرانية الساعية نحو زعزعة أمن هذه المنطقة واستقرارها..
وأكثر ما يُثير العجب والاستغراب هذا الصمت الدولي الباعث على الريبة والقلق، بخاصة وأن هذه الاعتداءات تطال قطاع النفط، وتعطِّل إمداد المملكة للعالم بالطاقة، حيث لم يتحرّك المجتمع الدولي بشكل حاسم لوقف مثل هذه الاعتداءات التي بات أثرها يتعدّى الشأن السعودي الداخلي إلى المنظومة الاقتصادية العالمية، وتزداد الحيرة أكثر بتزامن هذه الاعتداءات على المنشآت النفطية السعودية، في وقت تشهد فيه سوق النفط العالمية اضطرابًا واضحًا جراء الحرب الدائرة الآن بين روسيا وأوكرانيا، وما تبع ذلك من اختلال في عملية إمداد الطاقة عالميًا، الأمر الذي كان من المتوقع أن تحرص الدول الغربية مجتمعة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على كل مصادر الطاقة، وعدم السماح بالعبث بها أو استهدافها من أي جهة كانت، خاصة وأن الولايات المتحدة ظلّت تطالب المملكة بضخ مزيد من النفط في السوق العالمية بما يحفظ توازن سوق النفط عالميًا، وهو الأمر الذي أعلنت المملكة صراحة أنها غير ملتزمة به، في ظل عدم الاكتراث الدولي بما تقوم به إيران وذراعها (الحوثي) في اليمن من تهديد صريح لمنشآت المملكة النفطية..
إن هذه المطالبة من المملكة للمجتمع الدولي بضرورة القيام بدوره في حفظ الأمن والسلم الإقليمي والعالمي، لا يفهم منها على الإطلاق أنها غير قادرة أو عاجزة عن رد العدوان الحوثي والاستهداف الإيراني، فقيادتها لتحالف دعم الشرعية في اليمن تنطلق عن أصالة وقدرة في لجْم كل انفلات، ووأد أي فتنة، وهي قادرة – بإذن الله – على بسْط سلطان الأمن والسلم في المنطقة والمحيط الإقليمي، بما تمتلكه من وسائل الردع، والقوة المسخّرة في الخير ولصالح إنسان المنطقة، وعلى هذا فمن المهم أن تفهم مطالبة المملكة للمجتمع الدولي بلعب دوره في حفظ الأمن والسلم، ورد العدوان في سياقه المنسجم مع التزام المملكة بالمواثيق والقوانين الدولية، وعدم تجاوزها، ومتى ما اختل هذا الميزان، وتباطأ المجتمع الدولي في لعب دوره، فالمملكة قادرة على ترتيب الأمن في المنطقة بكل حزم وعزم، وهذا ما ستبديه الأيام المقبلة، فقد التزمت المملكة أقصى درجات ضبط النفس مع هذه الحماقات الحوثية، وعمالتها وارتزاقها لإيران، وقد دقّت ساعة الحزم، وحانت لحظة التأكيد على حتمية بسط الأمن والسلم ودحر عملاء الدولة الصفوية من المنطقة والإقليم.
والله نسأل النصر المؤزر لوطننا الأبي وقيادتنا الوفية، ولا نامت أعين الجبناء.

——————

تويتر AliMelibari@

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى