القادم أجمل
عندما نصحني أخي الكاتب الكبير عبده الأسمري بأن أبدأ كتابة عمود صحفي في إحدى الصحف المرموقة، كنتُ أراجع وضع الصحافة، وأفكر مليًا في وضعها خلال السنوات الأخيرة، وهذه السُلطة التي كانت لها صولات وجولات على مر التاريخ والأزمان، حتى أطلق عليها السُلطة الرابعة لما كان لها من تأثير قوي على القرار سواء السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو الرياضي أو غيرها بالإضافة إلى ما فيها من توعية ومعرفة للأحداث والأخبار في كل النواحي، كانت البشرية لا تستغني عنها وكان صاحب القرار أول ما يبدأ بها عمله، لكن ما هو حالها الآن وهل مازالت سلطة رابعة أم أن الحال تغير كل ذلك كان يدور في ذهني، وأنا أكتب تفاصيل هذه المقالة.
وبعد تفكير وتأمل طويل في الموضوع، توصلت إلى أن القلم والكتابة هي سنة من سنن هذا الكون ولو لم يكن كذلك لما أوجد الله سورة كاملة باسم القلم، ولا كان أول ما ذكر جبريل عليه السلام لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالقراءة حين قال له (اقرأ) كأمر إلهي من رب العالمين
وقس على هذا كل نواحي الحياة وسننها الكونية، وإن حصل تغيُّر كبير من ناحية التقنية، وقلة استخدام الورق مع التطور الهائل في عالمنا اليوم، وظهور وسائل تواصل سريعة يستطيع الشخص من خلالها الحصول على ما يريد من متابعة للأخبار والأحداث وقراءة ما يريد، إلا أن للمبدأ أساسًا لا يتغير وهو الحاجة الضرورية للصحافة وأهمية وجودها، لكن الطريقة اختلفت، وهنا يجب علينا أن نتماشى مع هذا التطور في الكم والكيف، ونواكب التقنية التي أصبحت واقعًا حقيقيًا، وفي تسارع كبير جدًا.
لذلك ستظل الصحافة والكلمة الصادقة سلطة حقيقية، وذات تأثير مهما تغيرت الأساليب ومخرجات إبرازها واطلاع الناس عليها، وهذا ما أوجد عندي قناعة أن أواصل الكتابة وأقدم ما أستطيع لخدمة وطني وأهلي ومجتمعي من خلال الرأي المحايد والكلمة الهادفة، وما استخلصته من بعض الخبرات التي آمل أن يستفيد منها الجميع؛ وذلك عن طريق الباب السليم، وهي الصحيفة …. والقادم أجمل.