“شهر رمضان” هذا الموسم الديني المُتجدد، وهذا المهرجان الإسلامي العظيم.. شهر الخير والبركة جوهرة الزمن والأزمان الغنيمة الباردة لِمن أعطاه حقه؛ فقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام يُبشّر أصحابه بقدوم رمضان يقول: (قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه فيه تفتح أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر من حُرِم خيرها فقد حُرِم)، فالمظهر الإسلامي في شهر الصوم لابد أن يكون انعكاسًا للنية الصادقة في الإخلاص بالأقوال والأفعال وتكثيف سائر العبادات لله سبحانه، ولا يخفى علينا قد نرى هذا السلوك المتسلسل والشائع عند كثير من الأفراد والأسر العربية على وجه العموم هو المبالغة، والتركيز فوق الطبيعي بالمأكولات والمشروبات بل وكثرة الذهاب إلى الأسواق وشدة الازدحام الهائل، وانسداد الطرق والشوارع لأجل الاجتهاد في تقديم ما لذّ وطاب من المأكولات والمشروبات!
رمضان شهر العبادات لا المأكولات! وقد أخطأ من ظن وفهم أن رمضان شهر منافسة في التفنن بالأطعمة والتباهي بها، إن من أسمى معاني هذا الشهر المبارك هو الاقتصاد والحمية، وترشيد النفقات والتقليل من الأطعمه التي ليس بحاجة لها، كما قال سبحانه: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، ويقول بعض السلف: لا تأكلوا كثيرًا، فتشربوا كثيرًا فترقدوا كثيرًا فتخسروا كثيرًا، ومِمّا وردَ من حِكَم لقمان: يا بُنِيّ إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة، وخرست الحكمة، وقعدت الأعضاء عن العبادة، شهر تهذيب النفوس والأرواح؛ فاستبقوا الخيرات.