صديق يعاني من مشكلة مع علاقاته الإنسانية، فينطوي على نفسه في اجتماع مغلق طارئ، يقرر بناء عليه تحديد حدوده الخاصة، وقوانينه وفلسفته، يغمرها تلطف ظاهر وأقنعة خلف أقنعة، ثم يوقع عقدًا بالسرية والكتمان على كل ما تبلور في ذلك الاجتماع من أفكار منعًا للفوضى التي أحدثها استماعه لآراء الآخرين أو سخريتهم أو أحكامهم.
شخص يعتمد حميته الخاصة التي تعبر عن يأسه تجاه كل محاولاته لإنقاص الوزن، حيث يكون المحرك في هذه الحمية هو شعور الغضب من طول الوقت الذي يحتاجه والمجهود الذي يبذله إن استمع لما يطلبه منه “المختصون” في مجالهم، يرى النتيجة التي تزيده تمسكًا بما يجني فيه على نفسه وصحته فيزيد كتمانًا على جهله.
إن كثيرًا من الوعي يمتنع حدوثه في مثل حالات مشابهة من الأسرار، وهذه الأسرار مع ارتباطها بالخطوات العملية مع جانب من الاعتداد الكاذب بالنفس قد تودي بصاحبها إلى نتائج مفاجئة له ولمن حوله.
تتحول الأسرار المشابهة مع مرور الوقت إلى أفكار سامّة، لا مفر من تغييرها إلا بتحويلها إلى أفكار معلنة ولو بشكل محدد العرض وواضح المعالم، ودون ذلك فإنها ستبقى رهينة في عقول بائسة غاضبة لا تحسن إدارة انفعالها تجاه المتغير الداخلي ولا الخارجي مما يجني عليها قبل أن يجني على من يهمه أمرها معها.
0