تبذلُ الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي والجهات ذات العلاقة بأمن الحج والعمرة جهودًا استثنائية في إخراج منظومةٍ آمنةٍ وشاملةٍ لضيوف الرحمن في كل المواسم والظروف تضمن سلامتهم -بمشيئة الله- من كل المخاطر المحتملة.. وتتجلى في هذه الإشارة ما انتهجته الرئاسة إبان جائحة كورونا من تنظيم وإخراج استثنائي فاق كل تصور، وحاز على كل إعجاب..
وبما أن كل أداءٍ يتحكم في آليته البشر؛ فهو عرضةٌ للخلل تزيد نسبته وتنقص بحسب مكانه وزمانه.
وتُجدر الإشارة في هذا المقام إلى الآلية المتبقية من الإرث التنظيمي لجائحة كورونا والمتمثلة في الحواجز التنظيمية للمطاف، والتي أصبحت تُشكل واقعًا مربكًا ومتأرجحًا بين إيجابياته وسلبياته، وإن كانت السلبيات تُشكل حضورًا ملموسًا يلاحظ في تباطؤ الخطى إلى التوقف التام للحركة عند تلك الحواجز مما يتسبب في نشوء نواةٍ للتراكم قد تؤدي إلى التدافع عند ازدياد كثافة الطائفين لعدم أهلية تلك الحواجز في ضبط وتحمل حركة حشود الطائفين، ورغبة الكثيرين منهم ملازمة الدائرة الأولى للطواف التي بها تلك الحواجز حتى يكونوا في مواجهة قريبة ومباشرة للكعبة المشرفة.
وللاحتفاظ بتلك المسافة التنظيمية آمنة من المخاطر يمكن استبدال تلك الحواجز الحالية بأخرى لها قدرة استنادية في تحمل ضغط تدافع الطائفين، وتمنح انسيابية الحركة وعدم توقفها ..
ويمكن تصميم تلك الحواجز؛ لتكون ذات مواصفات تتحكم في سرعة تثبيتها وفكها واتساع، وتضييق حلقتها وقدرتها على تحمل وامتصاص ضغط كثافة الطائفين مع ملاءمتها لتصميم ورونق صحن المطاف.
0