لا يختلف أحدٌ على تأثير المسلسلات والبرامج التلفزيونية الواسع على المجتمع، وكيف من الممكن أن تساهم في الثراء الثقافي والمعرفي، وخلق الوعي المجتمعي، ويمرُّ علينا شهر رمضان والكثير منا ينتظر أعمالًا درامية تسلط الضوء على قضايا المجتمع وتناقش همومه، وتطرح مواضيع مهمة وحساسة تمس شرائح المجتمع، وتعكس صورة للواقع الذي يعيشه المواطن ومحاولة معالجتها بصورة درامية اجتماعية.
من المفترض أن يكون سباق رمضان الدرامي حريصًا على ذائقة المشاهد التي ارتفعت، وأصبح يشاهد ويقارن إقليميًا وعالميًا، ولكنه سرعان ما يصاب بالإحباط عندما يرى أن الدراما السعودية أصبحت تستقي محتواها من وسائل التواصل الاجتماعي فكيف لممثلة لها أكثر من 10 سنوات تقوم بأداء مشهد تمثيلي تقلد فيها أحد المشاهير.
ليست مشكلتي في التقليد فحسب، وإنما مشكلتي أن تفتقد القنوات لدورها الرئيسي في أن تكون المنصة الإعلامية الرئيسية منذ عشرات السنوات التي تبث مسلسلات درامية وكوميدية، وينتظر أن يشاهد جمهورها أعمالًا راقية وهادفة ترسم البسمة على الوجوه، وتصنع الأثر وتمارس الدور المنتظر منها التي تعتمد على كتابة السيناريو.
فبالرغم مما تشهده المملكة من نهضة وطفرة غير مسبوقة في كافة المجالات إلا أن المحتوى التلفزيوني بشكل عام والمسلسلات الرمضانية بشكل خاص المقدم فكرة ونصًا وإنتاجًا لا يزال بحاجة إلى تطوير حقيقي، نحن بحاجة إلى نهضة شاملة في الدراما السعودية تعكس صورة حقيقية عن المجتمع السعودي وتواكب النهضة والتطورات التي نعيشها.
إن ما نشهده اليوم من انخفاض في مستوى الأعمال الرمضانية يعود بشكل أساسي لضعف النصوص المقدمة، والتي لا تواكب ولا ترتقي لذائقة الجمهور ولا تناقش همومه، وهو ما يعني وجود حاجة إلى معهد متخصص في تخريج المبدعين في المجالات الفنية، وعلى رأسها كتاب السيناريو؛ إضافة إلى مجالات التمثيل والإخراج وغيرها من التخصصات ذات العلاقة.