كثيرًا ما تستفز صديقي مسميات “القيادة” و”الإدارة” عندما يمرُّ ذكرها ولو سهوًا, فيستوقفنا عندها، ويسترسل متحدثًا عن فلسفاتها ويمثِّل لمواقفها.
مواقف مرت، ورؤى تعددت، وأساليب مُورست، كما عاصرها ورواها صديقي.
فمحطات الحياة العملية بشواهدها وتجاربها تبقى قائمةً في ألبومات الذاكرة، لا تتأثر ألوانها ولا تتغير معالمها مع مرور الزمن إلا “بتصرف رواتها” للتطبيل أو للتقليل؛ فهي جزء من حياتنا وأعمارنا وحقول تجاربنا؛ سواء كنا شركاء فيها أو معاصرين؛ ولنبدأ جولتنا مع صديقي في ألبوم محطات ذاكرته بين أحدهم وبعضهم:
• كان مديرًا منشغلًا بالاجتماعات والزيارات والسفر وحضور مؤتمرات أكثر من انشغاله بمهام عمله ونشاط إدارته، يخفق في مهماته ويكابر. لا يجيد إلا التنظير، ولا إنجاز له سوى التبرير، وبعد إعفائه يتحدث وينتقد، ويعد نفسه خبيرًا في ذات المجال الذي كان أحد مهامه الرئيسة. ما لكم كيف تحكمون؟!
• تفضّل بعض الإدارات الاعتماد على التابعين في الرأي وتجاهل الكفاءات ذوي الرأي، والقاعدة المهنية تقول: التابع لا يعصي للمدير أمرًا، عمله ونجاحه فردي محدود وينسب لمديره، وإذا أخفق يخذل إدارته. أما الكفاءة يشارك برأيه؛ يعمل في فريق ويسعى للتحسين وإذا ارتفع يرفع إدارته معه.
• ربما من يعترض على فكرتك ويقف ضدها ليس لأنه عالم أكثر منك، إنما لأنه لم يفهمها ولا يريد أن ينكشف أمامك. “ليس دائمًا المدير أبو المفهومية”.
• هناك من يبقى عبئًا على إدارته، ليست له مهمة عمل واضحة، لا يجيد سوى التملص من التكليفات، والركوب المجاني في قطار المنفعة والالتفاف على الأنظمة، ينسب أعمال غيره له، اللوم على إدارته.
• عبارة “عندما كنت” تعبِّر عن مرحلة في الماضي قد تكون وفقت فيها وتوفرت لك أدوات النجاح، لكن ليست مجالًا للإساءة لمن يأتي بعدك.
• هناك من يدربون ومن يتدربون؛ “في واقعهم” لا أثر لما يُعَلِمونه أو ما يتعلمونه. المشكلة تصدرهم للمشهد واستحواذهم على الفرص دون تسجيل أقوال، هارد لك يا إدارة.
1
بالفعل محطات ادارية تلامس الواقع وتحكي نماذج متواجده فعلاً ولا تكاد منظمه تخلو منها او مثيلتها..
سلم يراعك ابا عبدالله،،