المناهج الدراسية هي واحدة من أبرز من مكونات النظام التربوي كونها الوسيلة التي تتحقق بها الأهداف المجتمعية ، وهي إطار مجتمعي تحدد به المهارات والقيم المعرفية وتلعب دوراً جوهرياً في العملية التربوية وتكسب الطالب مهارات يترجمها فيما بعد إلى سلوك وقيم نبيلة ؛ ولذلك كان لابد أن يكون طرح المناهج وبنائها بمتانة تعكس فلسفة المجتمع وأن تأخذ باعاً طويلاً من المراجعة والتعديل والتطوير ملبية حاجات المجتمع والفرد والدولة ومتناغمة مع ما يستجد في الحياة من تقدم في العلوم بمختلف اشكالها وتنسجم مع السياسات التعليمية بالأوطان وتوجهاتها الايدلوجية.
ونحن اليوم نتكلم عن تطوير المناهج الدراسية في المملكة العربية السعودية فقد كانت قديماً تتمحور حول التركيز على الكم الذي يتعلمه التلميذ وليس على الكيف ، بل أن المنهاج القديم يصبح ثابتاً غير قابل للتعديل ويركز بشكل كبير على المعرفة في حدود ضيقة . ويتم إعداده من قبل مختصين في ذات المادة الدراسية وقائماً على أساس التنظيم المنطقي للمادة , وعلى علم التلقين المباشر، دون أدنى اهتمام بالأنشطة، وتقوم على نمط واحد من الاستراتيجيات و استخدام الوسائل التعليمية , وهذا كان ديدن المناهج في الماضي القديم بينما في عصرنا الحالي قد أخذت المناهج منحىً جديداً تنويرياً فقد قامت أساليب جديدة لترسيخ مفهوم تطوير المناهج كفكر وتم على أثر ذلك دمج الرئاسة العامة لتعليم البنات ووزارة المعارف في وزارة واحدة لتحقيق الهدف في تطوير المناهج ومن تلك الخطط جعل الكتب الدراسية صالحة للبنين والبنات، كما تم خلق منصات تساهم في تفعيل استخدام التقنية وربطها بالكتب الدراسية، واستخدام الوسائل التعليمية، وتعدد استراتيجيات التدريس وتنوع طرق وأساليب التقويم وربط تلك المناهج بالتحول الرقمي من خلال المنصات التعليمية التفاعلية وفتح طرق تدريس بوسائل تعليمية ذات مستويات عالية من الرقمنة والحوسبة والأتمتة التعليمية في مجالات التدريس والاختبارات والنتائج والتسجيل والتقديم وطرح المواد العلمية المسجلة وحضورها عن بعد وغير ذلك من التطوير المواكب للرؤية المجيدة 2030 ..
وظهر حديثاً أسلوب رقمي ناجح يتمثل في ربط المناهج الدراسية بالباركود ليساهم في إدراك الطلاب للدروس والشروحات والاستغناء عن كتب النشاطات الورقية بإبتكار أنشطة تفاعلية إلكترونية.
ومؤخراً توجهت الوزارة لرسم خطة تربوية تقوم على أساس إدراج اللغة الصينية كمقرر دراسي على جميع المراحل التعليمية مع إدخال أجهزة التقنية الحديثة في التعليم وتوسيع دائرة الاستفادة من التقنيات في مجال المناهج وفق ما يستجد من تطبيقات تحاكي الواقع الافتراضي وتوسع مدارك الطالب وتجعل من المناهج الحديثة عنصراً مساهماً في تحقيق تطلعات الرؤية الوطنية.
كل ذلك التطور في المناهج الدراسية كان الهدف منها بناء فرد صالح في المجتمع يُنشّأ على القيم والعادات التربوية ويحتفظ بها كأصول وهوية تميزه ،مع مراعاة المستجدات والتطورات التي تسعى رؤيتنا لتحقيقها.
0